“بتكوين تصل إلى 100 ألف دولار، لكن، بعد وجودها لمدة 15 عاماً، لا تزال تفتقر إلى استخدامات مشروعة”، هذا ما كتبه الاقتصادي الحائز على جائزة نوبل، بول كروغمان، على منصة “بلوسكاي” الشهر الماضي، بعد أن سجلت العملة المشفرة رقماً قياسياً جديداً، متجاوزة 100 ألف دولار لأول مرة. إنه محق، فعلى الرغم من الارتفاع الكبير في قيمتها خلال الأشهر الأخيرة، لا يزال عالم العملات المشفرة يبدو وكأنه حل يبحث عن مشكلة، ويستمر إلى حد كبير ملعباً للمحتالين وغاسلي الأموال.
الارتفاع الأخير في قيمة “بتكوين” له على الأقل مبرر واضح، إذ تعززت الآمال بأن تكون إدارة ترمب أكثر دعماً لمحاولات العملات المشفرة للحصول على اعتراف رسمي بها كأصول ذات قيمة. وقد ازدادت هذه التوقعات مع تعيين بول أتكينز رئيساً جديداً لهيئة الأوراق المالية والبورصات الأميركية، حيث يُنظر إليه على أنه أكثر انفتاحاً على هذا القطاع مقارنة بسلفه غاري غينسلر.
ومع ذلك، من غير المرجح أن تخزن الولايات المتحدة احتياطيات من “بتكوين”، وهي فكرة طرحها الرئيس المنتخب أثناء حملته الانتخابية ووُصفت في افتتاحية “بلومبرغ” بأنها ربما “أكبر عملية احتيال في عالم العملات المشفرة حتى الآن”، لكن البيئة التنظيمية على الأرجح ستصبح أقل عدائية.
ومع ذلك، تظل الروابط بين العملات المشفرة وأي أساسيات تدعم قيم الأصول الواقعية ضعيفة في أحسن الأحوال، إن لم تكن غائبة تماماً في أسوئها، مما يجعل أي محاولة للتنبؤ بمستقبل تداول “بتكوين” مجرد ممارسة عبثية.