أبرز تطورات أسواق السلع الأساسية العالمية
مؤشر السلع الأساسية
على الرغم من المكاسب القوية التي حققتها السلع الأساسية بداية من البن إلى الذهب، إلا أن مؤشراً رئيسياً لأسعار المواد الخام انتهى به المطاف ليكون قريباً من متوسط الأداء السنوي. وصعد مؤشر بلومبرغ الفوري للسلع الأساسية -الذي يتتبع 24 عقداً للطاقة والمعادن والزراعة- بنسبة 6.3% خلال العام الماضي، ليعكس بذلك التراجع الذي شهده خلال 2023.
وأسهم صعود العقود المستقبلية للذهب في بورصة شيكاغو التجارية (كومكس)، وهي أكبر مكون في المؤشر، في رفع أداء المؤشر، بينما حدت الانخفاضات الكبيرة في أسعار المحاصيل الزراعية مثل القمح والذرة وفول الصويا من أداء المؤشر.
النفط
انخفض مخزون النفط الخام في الولايات المتحدة الأميركية بمقدار مليون برميل في الأسبوع الأخير من 2024، إذ ظل المخزون في مركز التخزين الحيوي في كوشينغ بولاية أوكلاهوما، عند أدنى مستوى موسمي منذ 17 سنة.
أدى تراجع الإمدادات إلى رفع الفارق السعري لعقود خام غرب تكساس الوسيط المستقبلية للشهر التالي لأقرب شهر. ويستقر ما يسمى بفارق سعر أقرب عقد عن الشهر التالي عند أعلى مستوياته خلال 3 شهور، ما يدل على نقص الإمدادات.
الكاكاو والبن
شهد الكاكاو والبن أفضل أداء وسط السلع خلال 2024 بفضل الصعود بلا هوادة والذي سيثير قطعاً استياء عشاق الشوكولاتة ومحبي مشروب الكابتشينو خلال الأشهر المقبلة. بدأ كبار منتجي البن في النظر إلى رفع الأسعار بهدف تخفيف تأثير ارتفاع تكلفة حبوب “أرابيكا”، وهي النوع الذي تفضله سلاسل مثل “ستاربكس”.
عانى عشاق الشوكولاتة من تأثير ارتفاع أسعار الكاكاو منذ شهور، إذ أصبحت ألواح الشوكولاتة أغلى وأصغر حجماً. ومن المنتظر أن يستمر هذا الاتجاه خلال 2025.
الذهب
قلص المستثمرون أصولهم في الصناديق المتداولة في البورصة المدعومة بالذهب للعام الرابع على التوالي، إذ انخفضت حيازاتهم 3.2% خلال 2024. رغم أن التفاؤل بشأن تخفيضات أسعار الفائدة من قبل بنك الاحتياطي الفيدرالي الأميركي خلال 2024 ساعد صناديق الذهب على استعادة بعض الزخم، إلا أن نتائج الانتخابات الأميركية في نوفمبر الماضي أوقفت هذا التقدم.
أثار صعود الدولار الأميركي بعد فوز دونالد ترمب في الانتخابات الرئاسية موجة هبوط جديدة لصناديق الذهب، ما أدى إلى تراجع أسعار السبائك من أعلى مستوى لها على الإطلاق مع توجيه المستثمرين أموالهم إلى أصول أخرى، بما فيها الأسهم وبتكوين.
الهيدروجين الأخضر
كثيراً ما يشار إلى الهيدروجين الأخضر باعتباره وقوداً رئيسياً لمستقبل خال من الكربون، لكن سيظل أكثر تكلفة بكثير مما كان متوقعاً لعقود مقبلة، وفق تقديرات “بلومبرغ إن إي إف”. وكانت المؤسسة قد توقعت في السابق انخفاضات كبيرة في أسعار الهيدروجين الأخضر، الذي يتم إنتاجه عبر فصل الماء باستخدام آلات تُعرف بالمحللات الكهربائية التي تعمل بالطاقة المتجددة.
وفي أحدث توقعاتها، رفعت الشركة تقديرات التكلفة خلال 2050 بأكثر من ثلاثة أضعاف، مشيرة إلى ارتفاع تكاليف أجهزة التحليل الكهربائي. ولا تتضمن هذه التوقعات تقديم أي إعانات أو حوافز حكومية أخرى لإنتاج الوقود، مثل القواعد الجديدة التي أقرتها إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن والتي خففت بعض القيود الصارمة المتعلقة بالإعفاء الضريبي الذي تبلغ قيمته مليارات الدولارات لإنتاج الهيدروجين.