من المتوقع أن يُبقي الفدرالي الأميركي معدلات الفائدة دون تغيير في 29 يناير كانون الثاني، وأن يستأنف خفضها في مارس آذار، وفقاً لأغلبية ضئيلة من الاقتصاديين الذين استطلعت وكالة “رويترز” آراءهم، حيث يعمل صناع السياسات على استيعاب مجموعة متوقعة من السياسات الاقتصادية الجديدة القادمة من واشنطن.
ويشير أحدث استطلاع، الذي أُجري في الأسبوع الذي يسبق تنصيب الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب في 20 يناير كانون الثاني، إلى أن الضغوط التضخمية المستمرة قد تسمح للفدرالي الأميركي بخفض معدلات الفائدة مرة واحدة إضافية فقط.
المخاوف بشأن وعود ترامب، التي تتراوح بين فرض تعريفات جمركية شاملة، وتمديد التخفيضات الضريبية، وترحيل المهاجرين غير الشرعيين، قد ساهمت بالفعل في ارتفاع كبير في عوائد سندات الخزانة الأميركية قبل توليه المنصب.
وسيعتمد مستقبل اقتصاد قوي بالفعل ومسار معدلات الفائدة لدى الفدرالي الأميركي على مدى التزام الإدارة الجديدة بتنفيذ تلك الوعود بقوة.
سياسات ترامب المرتقبة وتأثيرها على الاقتصاد
وقال جوناثان ميلار، كبير الاقتصاديين الأميركيين في بنك “باركليز”: “إذا نفذوا أي شيء قريب مما وعدوا به على صعيد التعريفات الجمركية، فمن المحتمل أن نشهد توقفاً في الضغوط الانكماشية، حيث لن يتمكن الاحتياطي الفدرالي من خفض الفائدة”.
“على الأقل، لن يكون التخفيض بنفس السرعة التي حدثت في الخريف الماضي، وهناك أيضاً احتمال أن تبقى معدلات الفائدة مستقرة لفترة طويلة”، وفقاً لما قاله جوناثان ميلار.
توقعات معدلات الفائدة الأميركية
منذ أن خفض الاحتياطي الفدرالي معدلات الفائدة بمقدار ربع نقطة مئوية في ديسمبر، شهد التضخم انخفاضاً وسجل سوق العمل أداءً استثنائياً في الشهر نفسه، مما يشير إلى أن المزيد من التحفيز الاقتصادي قد لا يكون ضرورياً لاقتصاد يعمل بالفعل بكامل طاقته.
جميع الاقتصاديين الـ103 الذين شملهم الاستطلاع توقعوا أن تبقي لجنة السوق المفتوحة الفدرالية على سعر الفائدة الأساسي مستقراً بين 4.25%-4.50% في اجتماعها المقرر يومي 28 و29 يناير كانون الثاني. وأعربت أغلبية ضئيلة، تبلغ حوالي 60%، أي 61 اقتصادياً، عن توقعها أن يخفض الفدرالي الأميركي معدلات الفائدة في مارس آذار.
كما توقع ما يقرب من 65% من الاقتصاديين، أي 65 من أصل 102، أن يشهد العام الجاري تخفيضين أو أقل في معدلات الفائدة. وقد انقلب هذا التوقع عن الرأي السائد منذ أغسطس آب 2024، والذي كان يتوقع ثلاثة تخفيضات أو أكثر.
ووفقاً للاستطلاع، سيصل معدل الفائدة الفدرالية إلى 3.75%-4.00% بحلول نهاية عام 2025، وهو أعلى بكثير من التوقعات السابقة التي بلغت 3.00%-3.25% قبل بضعة أشهر.
لكن احتمالات التوقف المؤقت لفترة طويلة آخذة في الارتفاع وسط مخاوف من سياسات وشيكة، خاصة التعريفات الجمركية الكبيرة على أكبر الشركاء التجاريين للولايات المتحدة، التي قد تعيد إشعال الضغوط التضخمية.