الأسهم الآسيوية تنهي سلسلة مكاسب ثلاث جلسات رغم تفوق البيانات الصينية

تراجعت الأسهم الآسيوية بعدما فقدت موجة المخاطر التي دعمت الأسواق في بداية الأسبوع زخمها، في حين فشلت البيانات الاقتصادية الصينية في تعزيز الأسواق.

أنهى مؤشر “إم إس سي آي آسيا باسيفيك” (MSCI Asia Pacific) مكاسبه التي استمرت ثلاث جلسات، مع تقييم المستثمرين لتأثير البيانات الصادرة عن الصين. شهد مؤشر “سي إس آي 300” (CSI 300) للأسهم الصينية تقلبات، بينما انخفضت الأسهم في كوريا الجنوبية واليابان. وظلت العقود الآجلة للأسهم الأميركية دون تغيير يُذكر.

جاءت التراجعات في آسيا مع فقدان موجة المخاطر العالمية هذا الأسبوع، التي غذتها إعادة تقييم المتداولين لاحتمالات خفض أسعار الفائدة من الاحتياطي الفيدرالي، لزخمها. وتجاوز الناتج المحلي الإجمالي للصين توقعات المحللين، مدعوماً بإجراءات التحفيز، مما أعطى دفعة مؤقتة للأسهم سرعان ما تراجعت إلى المنطقة السلبية.

وقالت شاروتشانانا، كبيرة استراتيجيي الاستثمار في “ساكسو ماركتس”: “تشير البيانات إلى أن إجراءات التحفيز لعام 2024 بدأت تؤتي ثمارها”. وأضافت: “لكن هذا لا ينفي أن الأسواق الصينية ما زالت تواجه تحديات هيكلية ومخاطر الرسوم الجمركية، والاستجابة لهذه التحديات ستكون المحرك الرئيسي للعوائد طويلة الأجل”.

سياسات بكين التحفيزية تواجه تحديات

تشير البيانات إلى أن تحول السياسات في بكين منذ أواخر سبتمبر ساعد في مواجهة الرياح المعاكسة الناتجة عن ركود طويل الأمد في قطاع العقارات وضغوط الانكماش. وتعهدت الحكومة بمزيد من التيسير النقدي وزيادة الإنفاق العام هذا العام، بينما يستعد الاقتصاد لتداعيات عودة دونالد ترمب إلى البيت الأبيض. ومع ذلك، انخفضت استثمارات العقارات بنسبة 10.6% في عام 2024، مسجلةً أسوأ أداء لها منذ بدء تسجيل البيانات في 1987.

أثارت التقارير حول شركة “تشاينا فانك” المزيد من الغموض بشأن الأصول الصينية يوم الجمعة. وذكرت صحيفة “إيكونوميك أوبزيرفر” أن الرئيس التنفيذي للشركة، تشو جيوشنغ، أوقفته الشرطة، استناداً إلى مصادر مجهولة. وأرسلت حكومة شنتشن المحلية، حيث يقع مقر المطور المدعوم من الدولة، فريقاً لإدارة الشركة، مع احتمال إعادة هيكلتها أو الاستحواذ عليها. وأوقفت التداولات على سندات الشركة المستحقة في نوفمبر 2027 بعد أن انخفضت قيمتها بنسبة 32%.

من ناحية أخرى، تراجعت أسهم شركة “نينتندو” بأكبر وتيرة في أكثر من ثلاثة أشهر بعد ظهور تسريبات حول جهاز “Switch 2” الجديد، والذي بدا مشابهاً في التصميم والمفهوم للنموذج الحالي. كما تراجعت أسهم مجموعة “ريو تينتو” في أستراليا بعد تقارير عن محادثات أولية حول دمج أعمالها مع شركة “غلينكور”.

استقر الدولار في تعاملات العملات، بينما شهد الين تقلبات، محتفظاً بمكاسب تزيد على 1% مقابل الدولار الأميركي هذا الأسبوع، وسط تكهنات بأن بنك اليابان قد يرفع سعر الفائدة الرئيسي الأسبوع المقبل. ووفقاً لأحدث استطلاع أجرته بلومبرغ، يتوقع 74% من الاقتصاديين رفع الفائدة في الاجتماع المقبل، مقارنة بنسبة 52% في الاستطلاع السابق.

السندات الأميركية ترتفع وسط تكهنات بخفض الفائدة في 2025

شهدت سندات الخزانة الأميركية استقراراً بعد مكاسب يوم الخميس، حيث صرح كريستوفر والر، عضو مجلس الاحتياطي الفيدرالي، لشبكة “CNBC” أن المسؤولين قد يخفضون أسعار الفائدة مجدداً في النصف الأول من 2025 إذا استمرت بيانات التضخم في التحسن. ولم يستبعد والر تماماً خفضاً في مارس. وأظهرت تداولات عقود المقايضات توقعات بمزيد من التيسير هذا العام. كما ارتفعت السندات الأسترالية بشكل طفيف يوم الجمعة.

وقال داميان ماكنتاير، مدير محفظة متعددة الأصول لدى Federated Hermes: “بيانات التضخم الأميركية لشهر ديسمبر جاءت بمثابة العلاج للأسواق من مخاوفها الأخيرة بشأن اجتماعات الفيدرالي”. وأضاف: “نتوقع استمرار تراجع التضخم على أساس سنوي في الأشهر الأولى من 2025”.

الأرباح المصرفية تنتعش بدعم من تقلبات السوق

ساعدت تقلبات السوق في النصف الثاني من العام الماضي على تعزيز أرباح بنوك الاستثمار في “وول ستريت”. حيث تضاعف صافي أرباح “مورغان ستانلي” في الربع الرابع، مدعوماً بارتفاع إيرادات التداول. كما تجاوزت أرباح “بنك أوف أميركا” التوقعات بفضل رسوم الخدمات المصرفية الاستثمارية التي بلغت أعلى مستوى لها في ثلاث سنوات.

تباين في البيانات الاقتصادية الأميركية

بينما انطلقت موسم أرباح الشركات الأميركية، أظهرت البيانات الاقتصادية ليوم الخميس تبايناً. تراجعت ثقة شركات بناء المنازل بشأن توقعات المبيعات، بينما أظهرت أرقام مبيعات التجزئة أن المستهلكين صمدوا بشكل جيد خلال موسم العطلات.

وقال ديفيد ليفكوفيتز من “يو بي إس لإدارة الثروات العالمية”: “خلال الأسابيع المقبلة، سيتيح موسم الأرباح للربع الرابع فرصة للمستثمرين للتركيز على البيانات الدقيقة بدلاً من المؤشرات الاقتصادية العامة”. وأضاف: “ما زلنا ننظر إلى الأسهم الأميركية بتفاؤل”.

النفط والذهب يواصلان المكاسب

في أسواق السلع، يتجه النفط لتحقيق مكاسب للأسبوع الرابع على التوالي، في ظل توقعات بقرارات حاسمة بشأن العقوبات والسياسات التجارية مع اقتراب بدء ولاية الرئيس المنتخب دونالد ترمب الثانية. وارتفع خام برنت باتجاه 82 دولاراً للبرميل، بزيادة حوالي 2% هذا الأسبوع، بينما بلغ خام غرب تكساس الوسيط نحو 79 دولاراً. أما الذهب، فقد سجل ثالث أسبوع من المكاسب المتتالية.