إيثريوم تتخلف عن المنافسين.. و”سولانا” ترتفع بفضل عملة ميم ترمب

تستمر “إيثريوم” في خسارة حصتها السوقية أمام العملات المشفرة المنافسة، وسط الصعوبة التي تواجهها في الاستفادة من الظروف المواتية التي هيأتها محاولة الرئيس دونالد ترمب دخول الشريحة الأعلى مضاربة في سوق الأصول الرقمية.

انخفضت نسبة سعر “إيثريوم” إلى سعر “بتكوين” -التي تقيس أداء ثاني عملة مشفرة من حيث القيمة السوقية مقارنة بأكبر عملة مشفرة في العالم- إلى أقل مستوى لها منذ 2021 يوم الإثنين، بحسب البيانات التي جمعتها “بلومبرغ”، بينما ارتفع سعر “بتكوين” لمستوى قياسي عند 109241 دولاراً. كما وصل سعر “سولانا” -وهي سلسلة كتل تنافس “إيثريوم”- إلى مستوى مرتفع جديدة خلال نهاية الأسبوع.

كان صعود سعر “سولانا” مدفوعاً بشكل رئيسي بإطلاق ترمب وزوجته ميلانيا عملتين مما يطلق عليها اسم “عملات الميم” على سلسلة الكتل التابعة لها خلال الاستعدادات لتنصيبه. وجذبت عملة ترمب تداولاً محموماً خلال نهاية الأسبوع، لتبلغ قيمتها السوقية 15 مليار دولار قبل أن تشهد انخفاضاً حاداً، بحسب موقع “كوين ماركت كاب” (CoinMarketCap).

 

أدت أجندة الرئيس الجمهوري المؤيد لقطاع المشفرة إلى ارتفاع أسعار معظم الأصول الرقمية الكبرى منذ فوزه بالانتخابات التي أُقيمت في نوفمبر على مرشحة الحزب الديمقراطي كامالا هاريس.

أداء “سولانا” يتفوق على “إيثريوم”

قال لي شي، العضو المنتدب بشركة صناعة السوق “أوروس” (Auros) ومقرها في هونغ كونغ: “(إيثريوم) كانت بالتأكيد من بين الخاسرين خلال موجة عملة الميم الأخيرة، حيث أُطلق عديد من عملات الميم على منظومة (سولانا)”.

تُعد عملات الميم -التي تسيطر عليها الرموز الساخرة مثل “دوج كوين”- عملات رقمية مرتفعة التقلب وليس لها قيمة جوهرية تُذكر، ورغم أن بمقدورها تحقيق أرباح مذهلة إذا جذبت اهتمام مستخدمي منصات التواصل الاجتماعي، فإنها عرضة أيضاً للتدهور بالسرعة نفسها.

أصبحت “سولانا”، التي سوقت نفسها على أنها “قاتلة إيثريوم”، الشبكة المفضلة لإطلاق عملات الميم، وبلغت نسبة سعر “سولانا” إلى سعر “إيثريوم” إلى أعلى مستوى على الإطلاق يوم الأحد، عندما أقبل المضاربون بأعداد كبير على شراء عملتي ترمب وزوجته.

وبلغت عملات مشفرة أخرى مستويات قياسية ثم تراجعت لاحقاً، لكن سعر “إيثريوم” ما يزال أقل بنحو 30% من أعلى مستوى سجلته في 2021. وارتفع سعر العملة المشفرة 39% خلال الاثني عشر شهراً الماضية، مقارنة بارتفاع “بتكوين” و”سولانا” 156% و180% على التوالي.

“إيثريوم” تواجه تحديات أخرى

أثار انخفاض الطلب نسبياً على “إيثريوم” قلق المستثمرين، فخلال الشهور الثلاثة الماضية، بلغ صافي الاستثمارات الداخلة إلى مجموعة مكونة من 12 صندوق “بتكوين” متداولاً في الولايات المتحدة أكثر من 17 مليار دولار، مقابل 3 مليارات دولار فقط تدفقت إلى المنتجات المشابهة التي تستثمر في “إيثريوم”، بحسب “بلومبرغ”.

لفت شي إلى أن “هناك انطباعاً سائداً في السوق أن (إيثريوم) لم تشهد أي حدث جديد أو تطورات مثيرة، لذلك تباطأ ارتفاعها”.

أعلن المؤسس المشارك لـ”إيثريوم” فيتاليك بوترين في الآونة الأخيرة عن خطط لإعادة تنظيم الهيكل الإداري لمؤسسة “إيثريوم فاونديشن” (Ethereum Foundation)، مع التأكيد على زيادة اللامركزية والمقاومة للرقابة في الشبكة. مع ذلك، أكد بوترين أن الكيان لن يشارك في “الضغط على الجهات التنظيمية والشخصيات السياسية صاحبة النفوذ”.

رغم الضجة المحيطة بعملتي ميم ترمب، إلا أنهما خسرا بعض مكاسبهما بعد حلفه اليمين يوم الإثنين، وكان متوقعاً أن يصدر الرئيس الأميركي الجديد أمراً تنفيذياً يصنف القطاع بأنه أولوية قومية، بحسب ما نشرته “بلومبرغ” في وقت سابق، لكنه لم يصدر أمراً في هذا الشأن حتى الآن.