هل يجد المستثمرون كنوز الأسهم الدفينة قبل مجيء الروبوتات؟

يسود وول ستريت اللغط حول حلول الذكاء الاصطناعي مكان المحللين في البنوك وشركات الوساطة الذين يرشحون للمستثمرين أسهماً يجدر بهم إما أن يشتروها أو يحتفظوا بها أو يبيعوها. ينبغي للروبوتات أن تقدم توصيات كهذه تماماً كما يفعل البشر. والأهم من ذلك، يجب أن تكون قادرة أيضاً على تغطية مجموعة أوسع من الأسهم.

لكن الروبوتات لم تصل بعد، فيما يتجاهل المحللون في الغالب مئات الشركات الأميركية المدرجة. وهذا يبرز احتمالية مغرية بأن يجد المستثمرون كنوزاً دفينة بين الشركات التي عادة ما تُتجاهل، أو ما يسمى صفقة رائعة بسعر رائع. وهذه أسهم يصعب العثور عليها عادة، سواء كانت شركات التحليل تتتبعها أم لا، لأن السوق تحرص عموماً على أن يحصل المستثمرون على ما يدفعون مقابله.

هل تثق بالذكاء الاصطناعي لانتقاء الأسهم؟

لكن هناك العديد من الشركات عالية الجودة تباع بأسعار أرخص من المعتاد، ويبدو أن هذا يرجع إلى قلة المستثمرين الذين يبحثون عنها. إن ربع الشركات التي يغطيها مؤشر بلومبرغ للأسهم المجمعة في الولايات المتحدة والبالغة 4000 لا تحظى بتتبع كبير من المحللين، وجميعها تقريباً شركات صغيرة. هذا ليس جديداً، لكن الجديد هو أن المحللين يولون اهتماماً أكبر للشركات الأكبر.

شركات تغطي على ما سواها

إن قدراً كبيراً من الهوس بالشركات السبع الكبرى، وهي أكبر الشركات المدرجة في الولايات المتحدة من حيث القيمة السوقية، له ما يبرره. فهي مجموعة من بين أكثر آلات جني الأموال كفاءة وموثوقية على الإطلاق. ولا يمكن قول هذا عن بقية السوق، وخاصة موقع الشركات الأصغر حجماً الذي أصبح مكباً لشركات تعجز عن جذب رأس المال لشدة هشاشتها.

“سيتي غروب”: موظفو القطاع المالي الأكثر تضرراً من ثورة الذكاء الاصطناعي

في العام الماضي، سجل نحو نصف الشركات المشمولة في مؤشر بلومبرغ 2000 للأسهم في الولايات المتحدة أموالاً، وهذا المؤشر يضم أكبر ألفي شركة تلي الشركات الألف الأكبر من حيث القيمة السوقية.

يتوقع المحللون هذا العام ألّا يحقق المؤشر عائداً إلا بنسبة 0.8% على حقوق الملكية، وهو مقياس شائع للربحية. يأتي هذا بالمقارنة مع العائد المتوقع على حقوق الملكية بنسبة 32% لمؤشر السبعة العظيمات و15% للشركات الكبرى الأخرى في الولايات المتحدة. لا عجب أن يعتقد كثير من المستثمرين أن الأكبر هو الأفضل.

مفاجآت خفية

لكن في هذه البيانات المجمعة، يختبئ عدد مفاجئ من الشركات القوية التي تُتداول بأسعار جيدة، وربما رائعة. لقد صنفت الشركات في مؤشر بلومبرغ المجمع للأسهم التي تتوفر بياناتها ــ حوالي 3100 شركة ــ حسب مزيج متساوي الأوزان من ثلاثة مؤشرات مستخدمة على نطاق واسع للجودة: العائد على حقوق الملكية، وإجمالي الدين إلى حقوق الملكية، وتقلب نمو الأرباح.

قسمت تلك الشركات إلى ثلاث مجموعات هي الكبيرة والمتوسطة والصغيرة من حيث القيمة السوقية وقارنت بين أعلى 100 شركة جودةً في كل مجموعة. كانت درجات الجودة للشركات الكبيرة والمتوسطة أعلى بشكل متواضع فقط من درجات الشركات الصغيرة، لكن تقييماتها تباينت إلى حد كبير. إن مجموعة الشركات ذات القيمة السوقية الكبيرة تتداول بمتوسط ​​23 ضعف أرباح التشغيل على مدى 12 شهراً، مقارنة مع 17 ضعفاً للشركات ذات القيمة السوقية المتوسطة و11 ضعفاً فقط للشركات ذات القيمة السوقية الصغيرة.

أسواق المال الأميركية تعيد تذكيرنا بطبيعتها الاستثنائية

لا ينبغي أن يكون هذا القدر من التفاوت في تقييم الشركات الكبيرة والصغيرة ذات الجودة المتشابهة في سوق عالية الكفاءة مثل سوق الولايات المتحدة. إنه إغراء نادر أن ننظر إلى ما هو أبعد من الأسماء المعروفة مثل ”مايكروسوفت“ و“ألفابيت“ وكلاهما نجحت في الحصول على مكان بين ما وجدت أنه أفضل 100 شركة ذات قيمة سوقية كبيرة، وأن ننظر إلى العدد الكبير من الشركات المتداولة التي لا يحيط بها الصخب.

أعني أن معظم المستثمرين ليس لديهم الوقت أو الميل للغوص في بيانات الأسهم بحثاً عن صفقات متميزة، لذلك فإن أحد البدائل هو البحث عن صناديق منخفضة التكلفة تستهدف الشركات الصغيرة ذات أفضل مزيج من الجودة والقيمة. عند تحديد المبلغ الذي يجب استثماره، ضع في اعتبارك أن الشركات ذات القيمة السوقية الصغيرة تمثل 6% فقط من الأسهم الأميركية من حيث القيمة السوقية؛ وسيفلح معظم المستثمرين إن استهدفوا تخصيص ما يقارب تلك النسبة لها.

لن تدوم الصفقات في أسواق الأسهم الصغيرة إلى الأبد، وستنقضي حين تنتشر الروبوتات، وبينما يركز المستثمرون على السبعة العظيمات، ينبغي أن يعثر المغامرون على ما سيعجبهم هناك.