اتجهت الأسهم الآسيوية نحو تسجيل مكاسب يوم الجمعة، حيث تفاعلت الأسواق بشكل إيجابي مع مؤشرات تفيد بأن التعريفات الجمركية الأميركية الانتقامية قد تستغرق أسابيع قبل أن تدخل حيز التنفيذ، مما يرفع احتمالية إجراء مفاوضات قد تقلل من وطأتها.
ارتفعت الأسهم في أستراليا وكوريا الجنوبية، بينما تذبذبت في اليابان والصين. ولم تشهد العقود المستقبلية لمؤشرات الأسهم الأميركية تغيراً كبيراً بعد اقتراب مؤشر “إس آند بي 500” من مستوى قياسي جديد يوم الخميس، مما ساهم في دفع مقياس للأسهم العالمية إلى أعلى مستوى إغلاق له على الإطلاق. كما ارتفع الين والوون الكوري الجنوبي.
يشير الدعم الذي تحظى به الأسهم إلى أن المستثمرين يركزون على احتمالية أن تؤدي المفاوضات إلى تخفيف تأثير التعريفات، وهو ما يعكس رد الفعل تجاه تأجيل فرض الرسوم الجمركية على كندا والمكسيك في وقت سابق من هذا الشهر. وأوضح هوارد لوتنيك، مرشح ترمب لرئاسة وزارة التجارة، أن العمل المطلوب لاقتراح التعريفات المتبادلة سيتم على أساس كل دولة على حدة، وقد يستغرق حتى أبريل لإكماله، مما يفتح الباب أمام المفاوضات.
نهج تدريجي لتعريفات ترمب
جاءت هذه التصريحات بعد أن أمر ترمب إدارته بدراسة فرض تعريفات جمركية على العديد من الشركاء التجاريين، مع التركيز على اليابان وكوريا الجنوبية باعتبارهما من الدول التي يعتقد أنها تستغل الولايات المتحدة. وكانت عملتا هذين البلدين الآسيويين أقوى أمام الدولار يوم الجمعة، مما عزز مكاسبهما التي تحققت يوم الخميس. ولم يشهد مؤشر الدولار تغيراً كبيراً بعد تسجيله أكبر انخفاض له في ثلاثة أسابيع في الجلسة السابقة.
قال كايل رودا، كبير محللي السوق في “كابيتال دوت كوم” (Capital.com): “حقيقة أن ترمب يتبع نهجاً تدريجياً مع احتمالية إلغاء العديد من التعريفات تدعم معنويات السوق”.
لم تشهد سندات الخزانة تغيراً كبيراً في التعاملات الآسيوية المبكرة، بعد ارتفاعها في الجلسة السابقة، في حين تراجعت عوائد السندات الأسترالية والنيوزيلندية صباح الجمعة.
كما صرّح ترمب بأنه سيناقش مع رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي، الذي يزور الولايات المتحدة، مشتريات الهند من النفط والغاز الأميركي. لكن الاجتماع طغى عليه إعلان التعريفات الجمركية المتبادلة، الذي جاء قبل ساعات فقط من وصول مودي إلى البيت الأبيض.
وفي آسيا، تدرس شركة الأسهم الخاصة الأميركية “كيه كيه آر آند كو” (KKR & Co) الاستثمار في شركة “نيسان موتور”، بعد فشل محادثات الشركة اليابانية المتعثرة للاندماج مع منافستها “هوندا موتور”.
وارتفعت أسهم شركة “سوني” بعد أن عززت الشركة توقعاتها للأرباح والإيرادات، بينما تراجعت أسهم شركة “تايوان سيميكوندكتور مانيوفاتشيورينغ”، حيث يرى المحللون تحديات في شراكتها المزعومة مع “إنتل”.
بيانات أسيوية مهمة
ومن المقرر صدور بيانات اقتصادية في المنطقة يوم الجمعة، تشمل معدل البطالة في كوريا الجنوبية، والناتج المحلي الإجمالي لماليزيا، وأسعار الجملة في الهند.
وفي الوقت نفسه، استقرت أسعار النفط دون تغييرات تُذكر يوم الخميس، منتعشة من أدنى مستوى لها منذ ديسمبر، حيث ساهم الجدول الزمني غير الواضح لتعريفات ترمب في مواجهة المخاطر المحتملة لتراجع الإمدادات الروسية.
تجاهل متداولو وول ستريت بيانات التضخم المرتفعة، وسط مؤشرات على أن المقياس المفضل للاحتياطي الفيدرالي للأسعار سيكون أقل من المتوقع. وارتفع مؤشر أسعار المنتجين في يناير بأكثر من التوقعات، لكن العديد من مكوناته، التي تدخل في حساب مؤشر نفقات الاستهلاك الشخصي –وهو المقياس المفضل للفيدرالي للتضخم– جاءت أكثر اعتدالاً الشهر الماضي، مسجلة تراجعاً في معظم تكاليف الرعاية الصحية وأسعار تذاكر الطيران. ومن المقرر إصدار البيانات الجديدة في 28 فبراير.
من جهته، قال أندرو برينر من “نات أليانس سيكيوريتيز” (NatAlliance Securities): “على الرغم من أن مؤشر أسعار المنتجين جاء أعلى من المتوقع، مع مراجعات صعودية إضافية، إلا أن البيانات الفعلية التي تدخل في مؤشر نفقات الاستهلاك الشخصي كانت أضعف. وهذا هو المؤشر الذي يراقبه بنك الاحتياطي الفيدرالي ورئيسه جيروم باول، لذا فإن الأرقام في الواقع تبدو أفضل”.
وفي أسواق السلع، ارتفع الذهب لليوم الثاني على التوالي يوم الخميس، مقترباً من أعلى مستوى قياسي حققه في وقت سابق من الأسبوع. وواصل المعدن النفيس ارتفاعه هذا العام بدعم من الطلب على الملاذات الآمنة، محققاً مستويات قياسية متتالية مع احتمالية اختبار حاجز 3000 دولار للأونصة.