استمرت أحدث موجة الصعود للأسهم الصينية في هونغ كونغ مدعومةً بتزايد قدرات البلاد في مجال الذكاء الاصطناعي، ما عزز التفاؤل بشأن آفاق السوق.
قفز مؤشر “هانغ سنغ للشركات الصينية” (Hang Seng China Enterprises) بنسبة 4.1% يوم الجمعة، متجاوزاً الذروة التي سجلها في أكتوبر عقب حزمة تحفيزية، ليصل إلى أعلى مستوى له منذ فبراير 2022. ساهمت أسهم “علي بابا” و”شاومي” و”تينسنت” بشكل كبير في هذا الصعود. كما ارتفع مؤشر “سي إس آي 300″، وهو مؤشر للأسهم داخل الصين، بنسبة 0.9%.
سارعت الصين إلى اللحاق بالسباق العالمي للذكاء الاصطناعي بعد أن تخلفت عن الركب في السنوات الأخيرة. برزت قدرات شركة “ديب سيك” (DeepSeek) الناشئة في مجال الذكاء الاصطناعي كعامل محفز للمستثمرين الذين كانوا قللوا من شأن فرص نمو البلاد في هذا القطاع، ما أدى إلى إعادة تقييم أوسع لسوق الأسهم التي تعرضت لضغوط شديدة في السابق.
التكنولوجيا تدعم الأسهم الصينية حتى مارس
قال مارفن تشين، استراتيجي في “بلومبرغ إنتليجنس”، إن إعلان “ديب سيك” يعكس تقدم الصين في تحقيق أهدافها المتعلقة بالقوى الإنتاجية الجديدة والاكتفاء الذاتي. أضاف أن الزخم التكنولوجي قد يستمر في دعم السوق حتى مارس، عندما تتحول الأنظار إلى اجتماعات “الدورتين” وإعلانات الأرباح كمحركات رئيسية جديدة.
واصلت أسهم “علي بابا” مكاسبها بعد تقرير نشرته “رويترز” أفاد بأن الرئيس شي جين بينغ يعتزم ترؤس اجتماع الأسبوع المقبل مع شخصيات بارزة في عالم الأعمال، من بينهم جاك ما، الشريك المؤسس لشركة التجارة الإلكترونية، في إشارة محتملة إلى تجدد الدعم للقطاع الخاص.
ساهمت مؤشرات أخرى في موجة التفاؤل، بما في ذلك التوقعات بأن الرسوم الجمركية التي فرضها دونالد ترمب على المنتجات الصينية، والتي بلغت 10% في هجومه الأولي، قد تكون أقل حدة مما كان يُخشى.
على الرغم من أن مديري الأموال على مستوى العالم تكبدوا خسائر جراء التقلبات الحادة في السوق الصينية خلال السنوات الأخيرة، إلا أن بعضهم يرى الآن فرصة لارتفاع أكثر استدامة هذه المرة.
شراء الأسهم الصينية
وصف “دويتشه بنك” التقدم التكنولوجي الجاري في الصين بأنه “لحظة سبوتنيك” للبلاد، بينما أشار تقرير لمجموعة “غولدمان ساكس” إلى أن صناديق التحوط تشتري الأسهم الصينية بكميات كبيرة مدفوعة بالكامل تقريباً بعمليات شراء طويلة الأجل.
مع ذلك، يشعر بعض المحللين بالقلق من أن الحماسة المحيطة بالذكاء الاصطناعي قد دفعت موجة الصعود إلى مستويات مبالغ فيها، حيث حققت الأسهم التي تعلن عن أي تعاون مع “ديب سيك” مكاسب فورية وسريعة.
قالت هيلين تشو، كبيرة مسؤولي الاستثمار في “إن إف ترينيتي”، في مقابلة مع تلفزيون “بلومبرغ”، إنه لا يمكن التنبؤ حالياً بفرص تحقيق العائدات على المدى المتوسط إلى الطويل. أضافت أن هناك “حالة من عدم اليقين بشأن ما إذا كان يمكن تكرار ما حققته ديب سيك”.
يأمل المتفائلون أن تعلن بكين عن حوافز جديدة خلال “الدورتين”، وهي اجتماعات سنوية تضم أهم الهيئات التشريعية والاستشارية في الصين، لدعم الاتجاه الصعودي في السوق. يُعد دعم السياسة الإضافي ضرورياً، في ظل استمرار معاناة قطاع العقارات وضعف الأداء الاقتصادي.
سجل مؤشر “هانغ سنغ للشركات الصينية” مكاسب بلغت 14% منذ بداية 2025، ما يجعله من بين الأفضل أداءً في آسيا.