أسهم آسيا تفقد زخمها وتراجع في العقود المستقبلية الأوروبية

قلصت الأسهم الآسيوية مكاسبها، في حين تراجعت العقود المستقبلية لمؤشرات الأسهم الأوروبية وسط مخاوف بشأن محادثات أوكرانيا وانخفاض الأسهم الصينية.

تحوّل المؤشر القياسي للأسهم في البر الرئيسي للصين ومؤشر الأسهم الآسيوية إلى الخسائر، بينما انخفضت أسهم شركات التكنولوجيا المدرجة في هونغ كونغ من قرب أعلى مستوى لها في ثلاث سنوات. تأتي هذه التراجعات في ظل بدء الولايات المتحدة وروسيا محادثات رفيعة المستوى في السعودية، الثلاثاء، لمناقشة إنهاء الحرب في أوكرانيا، دون مشاركة أي طرف من كييف.

من جهة أخرى، ارتفع الدولار أمام جميع عملات مجموعة العشر، حيث أنهى مؤشر بلومبرغ للعملة الخضراء سلسلة خسائر استمرت ثلاثة أيام. كما تراجعت سندات الخزانة الأميركية مع استئناف التداول، الثلاثاء، بعد عطلة “يوم الرؤساء”. وكان عضو مجلس الاحتياطي الفيدرالي، كريستوفر والر، قد صرح في وقت سابق بأن البيانات الاقتصادية الأخيرة تدعم الإبقاء على أسعار الفائدة الأميركية دون تغيير إلى حين تحقيق مزيد من التقدم في خفض التضخم.

قال فريدريك نيومان، كبير الاقتصاديين لآسيا في بنك “إتش إس بي سي” في هونغ كونغ: “لا يوجد محفز واضح للمزاج السلبي الذي يسيطر على الأسواق بعد الظهر”، مضيفاً أن “التركيز ينصب الآن على المحفز التالي، حيث يبحث المستثمرون عن اتجاه واضح بعد الارتفاع الأخير”.

وكانت الأسهم الصينية قد سجلت مكاسب في بداية الجلسة الآسيوية عقب اجتماع الرئيس الصيني شي جين بينغ مع قادة الأعمال، الإثنين. ورأى العديد من المحللين أن هذا الاجتماع قد يكون إشارة إلى نهاية الحملة المشددة التي استمرت لسنوات على القطاع الخاص.

من جانبه، صرح هاو هونغ، الشريك وكبير الاقتصاديين في مجموعة “غرو إنفستمنت”، في مقابلة مع تلفزيون “بلومبرغ”: “الانتعاش الحالي جيد، لكن قبل أن يتحول إلى اتجاه صعودي مستدام لعدة سنوات، لا يزال هناك الكثير الذي يجب القيام به. إذا كنت تريد سوقاً صاعدة مستدامة، فأنت بحاجة إلى نموذج نمو مستدام في المستقبل”.

اجتماع شي ضم العديد من أبرز الأسماء في عالم الأعمال الصيني خلال العقد الماضي، ممثلين عن قطاعات تشمل صناعة الرقائق الإلكترونية، والمركبات الكهربائية، والذكاء الاصطناعي. ويعكس هذا اللقاء نهج بكين الأكثر مرونة تجاه الشركات التي تشكل العمود الفقري للاقتصاد، في وقت تصعد فيه واشنطن حملتها لفرض رسوم جمركية عالمية قد تكون مؤثرة بشدة.

في الوقت نفسه، يقترب مؤشر كبرى شركات التكنولوجيا المدرجة في هونغ كونغ من أعلى مستوى له خلال ثلاث سنوات، مستفيداً من موجة الارتفاع التي قادتها “ديب سيك”، على الرغم من تسجيله تراجعاً طفيفاً يوم الإثنين.

في الوقت ذاته، قال والر من الاحتياطي الفيدرالي إنه إذا استمر التضخم بنفس سلوك عام 2024، فقد يتم استئناف خفض الفائدة في وقت لاحق من هذا العام.

تقدم الدولار الأسترالي والسندات السيادية للدولة، بعد أن قال البنك المركزي إنه سيظل يتوخى الحذر بشأن المزيد من التيسير النقدي مستقبلاً بعد أن خفض سعر الفائدة الرسمي على الأموال.

في غضون ذلك، تراجعت أرباح شركة “بي إتش بي غروب” (BHP Group Ltd.) بنسبة 23% في النصف الأول من العام، وفقاً للنتائج التي تم الإعلان عنها صباح الثلاثاء، حيث تأثرت الشركة بانخفاض الطلب الصيني على السلع الأساسية، بما في ذلك خام الحديد والنحاس.

وفي قطاع السلع، واصل النفط مكاسبه بعد ارتفاعه، حيث قال مندوبو “أوبك+” إن التحالف يدرس تأجيل استعادة الإنتاج، بينما شنت طائرات مسيرة أوكرانية هجوماً على محطة ضخ نفطية في روسيا. من ناحية أخرى، حافظ الذهب على مكاسبه بعد ارتفاعه بنسبة 0.5% يوم الإثنين.