تراجع معظم الأسهم الآسيوية في التداول المبكر، حيث طغى تهديد حرب تجارية عالمية أوسع وحالة عدم اليقين الجيوسياسية على ارتفاع أسهم شركات الرقائق الإلكترونية، الذي دفع مؤشر “إس آند بي 500” إلى مستوى قياسي.
هبطت الأسهم في هونغ كونغ والصين عند الافتتاح، لتنضم إلى الخسائر في أستراليا. كما انخفضت الأسهم في اليابان، حيث تراجعت أسهم شركات صناعة السيارات مثل “تويوتا موتور”، و”هوندا موتور” بعد أن هدد الرئيس دونالد ترمب بفرض رسوم جمركية تبلغ حوالي 25% على واردات السيارات وأشباه الموصلات والأدوية. في الوقت نفسه، ارتفع الدولار مقابل معظم العملات الرئيسية.
قوبلت تعليقات ترمب السابقة حول فرض الرسوم الجمركية دون تفاصيل محددة ببعض الشكوك من المستثمرين الذين يرونها “تكتيكاً تفاوضياً”. وبينما لا يزال المستثمرون حذرين بشأن الجمارك والمفاوضات لإنهاء الحرب في أوكرانيا، يتركز الاهتمام في آسيا على ما إذا ما كان الارتفاع الكبير في الأسهم الصينية، الذي تجاوز تريليون دولار، سيستمر. وشجعت التطورات في مجال الذكاء الاصطناعي التي تقودها شركة “ديب سيك”، إلى جانب اجتماع الرئيس شي جين بينغ مع شركات التكنولوجيا، المستثمرين.
“بعد هذا الارتفاع، لن يكون بيع الأسهم عند الافتتاح مفاجئاً بالضرورة، ونرى بوضوح حالة إرهاق فيما يتعلق بالشراء”، حسبما كتب كريس ويستون، رئيس قسم الأبحاث في “بيبرستون غروب” في مذكرة. وأضاف: “مع ذلك، هناك تغيير في المعنويات تجاه الأسواق المالية الصينية، وهذا الارتفاع مبرر تماماً، حيث من المتوقع أن تكون أي تراجعات طفيفة”.
تراجعت أسهم شركة “بايدو” في هونغ كونغ بنسبة 7.3% بعد إعلانها عن انخفاض في الإيرادات. وفي أستراليا، انخفضت أسهم “ناشيونال أستراليا بنك” (National Australia Bank Ltd) بأكثر من 8% بسبب تراجع الأرباح.
من شأن إعلان ترمب عن الرسوم الجمركية الجديدة، المتوقع صدوره بحلول 2 أبريل، أن يوسع نطاق الحرب التجارية التي يقودها الرئيس إذا تم تنفيذها. وكانت الرسوم الجمركية البالغة 25% على الصلب والألمنيوم، التي أعلن عنها سابقاً، قد تقرر تطبيقها في مارس. وتُعد تصريحات الثلاثاء هي الأكثر تفصيلاً حتى الآن، حيث حدد فيها القطاعات الأخرى التي ستتأثر بحواجز تجارية جديدة.
قال ترمب للصحفيين في نادي مارالاغو يوم الثلاثاء عندما سُئل عن الرسوم الجمركية على السيارات: “على الأرجح سأخبركم في 2 أبريل، لكنها ستكون في حدود 25%.” أما بالنسبة لواردات الأدوية، فأضاف: “ستكون 25% أو أكثر، وسترتفع بشكل كبير على مدار العام”.
ارتفعت صادرات اليابان بوتيرة أسرع، وصعد الين بعد أن نشر بنك اليابان نص خطاب عضو مجلس الإدارة هاجيمي تاكاتا.
في أماكن أخرى من آسيا، ضعف الدولار النيوزيلندي بعد أن خفض بنك الاحتياطي النيوزيلندي أسعار الفائدة بمقدار 50 نقطة أساس للمرة الثالثة على التوالي لإنعاش الاقتصاد المتعثر، مشيراً إلى احتمال المزيد من التيسير النقدي في الفصول القادمة.
على الصعيد الجيوسياسي، اجتمع كبار المسؤولين من الولايات المتحدة وروسيا في جولة أولى من المحادثات حول الحرب في أوكرانيا، وأثاروا إمكانية توسيع التعاون. وقال وزير الخارجية ماركو روبيو للحلفاء الأوروبيين إن الولايات المتحدة ستبقي العقوبات على روسيا قائمة على الأقل حتى يتم التوصل إلى اتفاق لإنهاء الصراع في أوكرانيا.
في الولايات المتحدة، قالت عضو بنك الاحتياطي الفيدرالي عن سان فرانسيسكو، ماري دالي، إن السياسة النقدية بحاجة إلى أن تستمر مقيدة حتى يتم إحراز مزيد من التقدم في خفض التضخم، والذي تتوقع أن يستمر في التراجع بمرور الوقت.
في الأسواق الأخرى، استقرت أسعار النفط مع ترقب تأجيل زيادات “أوبك+” في الإمدادات وعدم اليقين بشأن التدفقات الروسية. بينما قفز الذهب بنسبة 1.4%، مقترباً من مستوى قياسي جديد.