الأسواق ترحب بنتائج انتخابات ألمانيا مع صعود الأسهم واليورو

ارتفع اليورو وصعد المؤشر القياسي للأسهم في ألمانيا بعد فوز زعيم المحافظين فريدريش ميرتس في انتخابات أمس الأحد، مما مهد الطريق أمام التحول نحو زيادة الإنفاق.

يراهن المستثمرون على أن حكومة فريدريش ميرتس ستتخلى عن نهج السياسة المالية الصارمة في ألمانيا، مما يمنح الاقتصاد، الذي كان يوماً ما محرك النمو في أوروبا، دفعة هو في أمسّ الحاجة إليها.

في حين ضاعف حزب ‘البديل من أجل ألمانيا’ اليميني المتطرف قاعدة دعمه ليصبح ثاني أقوى حزب بنسبة 20.85، إلا أنه لم يتمكن بمفرده من تحقيق أقلية معطلة.

انتخابات ألمانيا.. ترحيب سوقي

صعد مؤشر داكس بنسبة 0.8% في التعاملات المبكرة، بينما ارتفع مؤشر “إم دي إيه إكس” (MDAX) للشركات متوسطة الحجم بنسبة 1.6%.

تعزز اليورو مقابل جميع العملات في مجموعة الدول العشر، وارتفع بنسبة 0.7٪ مقابل الدولار. وتراجعت أسعار السندات الألمانية قليلاً عند الافتتاح بفعل توقعات بزيادة مبيعات الديون (إصدار سندات جديدة).

قال فريدريك كاريير، رئيس استراتيجية الاستثمار لدى “آر بي سي ويلث مانجمنت” (RBC Wealth Management) في الجزر البريطانية وآسيا: “من المريح أن الأمور لن تكون فوضوية كما كان متوقعاً. وخبرة ميرتس في قطاع الأعمال ستلقى ترحيباً من الأسواق”.

وتابع: “هناك أمل متجدد في أن تبدأ الأمور التحرك إلى الأمام بمجرد تشكيل الائتلاف”.

ألمانيا تنتظر “قرارات حاسمة”

ويُنظر إلى قرارات السياسة التي سيتخذها النظام الجديد على أنها حاسمة، في ظل معاناة ألمانيا من تباطؤ النمو، وسط تهديدات التعريفات الجمركية من جانب الرئيس الأميركي دونالد ترمب وتداعيات حرب روسيا في أوكرانيا.

قبل إجراء الانتخابات، بدأت الأصول بالفعل في تسعير احتمال تحقيق نتيجة تدعم المزيد من الاقتراض.

تراجعت أسعار السندات الألمانية مقارنة بالمؤشرات الرئيسية، حيث انخفضت الأوراق المالية طويلة الأجل أكثر من نظيرتها قصيرة الأجل، مما جعل منحنى العائد أكثر انحداراً منذ عام 2022. (اتساع الفارق في العوائد بين السندات طويلة الأجل وقصيرة الأجل).

عادةً تميل زيادة الاقتراض إلى التأثير بشكل أكبر على السندات ذات الآجال الأطول. (زيادة المعروض وتراجع أسعارها وارتفاع العائد).

الحكومة الألمانية.. إصلاحات منتظرة

في الوقت نفسه، يحوم مؤشر “داكس” للأسهم بالقرب من مستوى قياسي، مدفوعاً بالآمال في أن تدفع الحكومة الألمانية الجديدة بإصلاحات اقتصادية مطلوبة بشدة، وتخفيف قواعد الاقتراض الصارمة، والمعروفة باسم كبح الديون.

قال وولف فون روتبرغ، استراتيجي الأسهم في مصرف “بانك جيه سافرا ساراسين” (Bank J. Safra Sarasin): “إن أهم تداعيات نتيجة الانتخابات كما هي الآن تتمثل في الاستقرار السياسي وزيادة الإنفاق المالي. ومن المرجح أن يلقى ذلك ترحيباً من الأسواق”.

جاءت مكاسب اليورو مدفوعةً جزئياً بتوقعات بأن ميرتس لن يستغرق وقتاً طويلاً لتشكيل حكومة، وهو ما لم يكن محل إجماع بين تجار العملات قبل التصويت.

وقال ديفيد فورستر، كبير استراتيجيي العملات الأجنبية في فرع “كريدي أغريكول سي آي بي” في سنغافورة: إن زوج اليورو-الدولار “من المتوقع أن يرتفع نحو 1.06 حال ظهور مزيد من الإشارات توضح قدرة ميرتس على تشكيل حكومة ائتلافية من حزبين”.