بينما يوفر اختلال الأسعار فرص مكاسب كبيرة للمتعاملين الذين توجد لديهم مخزونات متاحة للتسليم إلى “كومكس”، فإنه يشكل مصدراً لمخاطر كبرى على المستثمرين الذين لا يتوفر لديهم أي مخزون.
وتتحرك الأسعار في بورصتي نيويورك ولندن للمعادن بوتيرة شبه متماثلة عادةً، ويسعى عدد من المتعاملين المعتمدين على الخوارزميات وصناديق التحوط إلى تحقيق المكاسب عبر الرهانات على أن أي فروق تظهر في الأسعار سرعان ما ستجري معادلتها مجدداً.
وقد ينطوي ذلك في سوق النحاس على شراء عقود المعدن في بورصة لندن وبيع العقود المستقبلية في “كومكس” في نفس الوقت، وسرعان ما تعيد هذه العملية التي يطلق عليها اسم “المراجحة” اتساق الأسعار. وقد يتكبد المستثمرون خسائر فادحة إذا استمر فرق السعر في الازدياد.
مثلت هذه الآلية العامل الأساسي وراء أزمة النحاس العام الماضي، عندما تكبد متداولو المراجحة خسائر هائلة في رهاناتهم على أن أسعار عقود “كومكس” ستنخفض مقارنة بالعقود المستقبلية في بورصة لندن. وحالياً، يشير بعض المتعاملين والمحللين إلى خطر تكرر الأزمة نفسها في سوق الفضة، نتيجة قلة إمدادات المعدن المتاحة للتسليم الفوري مقابل عقود “كومكس” المستقبلية.