بالإضافة إلى كونها العملة المشفرة الأكثر تداولاً في العالم، تواجه العُملة المستقرة التابعة لشركة “تيثر هولدينغز” (Tether Holdings) منذ سنوات تساؤلات حول احتياطياتها واستخدامها في أنشطة غير قانونية.
الآن، يزعم الرئيس التنفيذي للشركة باولو أردوينو أنه حصل على إثبات لسلامة موقفه خلال أول زيارة له إلى الولايات المتحدة الأميركية، والتي شملت محطة في واشنطن الأسبوع الماضي، بالتزامن مع استضافة الرئيس الأميركي دونالد ترمب لأول قمة رقمية للأصول المشفرة.
لطالما نفت “تيثر” التكهنات بشأن استخدامها في غسيل الأموال وتمويل الإرهاب. منذ توليه منصبه في يناير الماضي، أقر ترمب إطاراً تنظيمياً داعماً للعملات المشفرة، تضمن إسقاط دعاوى قضائية ضد نحو 12 شركة عاملة في القطاع.
أوضح أردوينو أمس، خلال مؤتمر نظمته شركة “كانتور فيتزغيرالد” (Cantor Fitzgerald) في نيويورك: “مررنا بظروف صعبة للغاية. كان البعض يقول إنه إذا زرت الولايات المتحدة الأميركية، فسيتم اعتقالي، لكن ها نحن هنا”.
كم يبلغ الاحتياطي الداعم للعملة المستقرة USDT؟
تهدف العملة المستقرة “يو إس دي تي” (USDT)، التي تصدرها الشركة الخاصة التي يقع مقرها في السلفادور، إلى تحقيق الاستقرار في سوق العملات المشفرة المتقلب عبر ربط قيمتها بالدولار الأميركي، ما يتيح للمستخدمين التنقل بين الأصول الرقمية دون الحاجة إلى التحويل إلى العملات التقليدية.
أصبحت “يو إس دي تي” عنصراً أساسياً في القطاع خلال مراحله الأولى، عندما كانت معظم منصات وشركات تداول العملات المشفرة تواجه صعوبة في الوصول إلى الخدمات المصرفية التقليدية. وتُجرى معظم المعاملات باستخدام “يو إس دي تي” بشكل مجهول.
بلغت قيمة الاحتياطي الذي يدعم العملة، والمكون أساساً من النقد والأصول المعادلة للنقد للحفاظ على قيمة تعادل بمعدل 1:1 مقابل الدولار الأميركي، 137 مليار دولار. في البداية، شكك البعض في وجود هذا الاحتياطي وطبيعته، إلا أن “كانتور فيتزغيرالد” أصبحت مسؤولة الآن عن إدارته.
أضاف أردوينو، الذي كان مقره سابقاً في لوغانو بسويسرا: “هذه هي أول زيارة لي على الإطلاق إلى الولايات المتحدة الأميركية. أنا متحمس للغاية لأكون هنا وأخبركم أن كل ما يتعلق بـ(تيثر) واضح للعيان”.
تأتي هذه الزيارة أيضاً في وقت يتحرك فيه المشرعون لتنظيم القطاع. من المقرر أن تصوت لجنة الخدمات المصرفية في مجلس الشيوخ اليوم على اتفاق بين الحزبين لتنظيم العملات المستقرة، بينما يدفع الجمهوريون في مجلس النواب باتجاه اتخاذ إجراء سريع بشأن مشروع قانون خاص بهم.
أرباح ضخمة لعملة “تيثر”
أدى تزايد شعبية “يو إس دي تي” في السنوات الأخيرة إلى تحقيق أرباح ضخمة لشركة “تيثر”، التي صرحت بأنها جنت نحو 13 مليار دولار العام الماضي. مكن ذلك الشركة من توسيع استثماراتها في مجالات الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا الحيوية والبنية التحتية الزراعية، بالإضافة إلى إطلاق خط أعمال جديد في إقراض تجار السلع الأساسية.
حتى وقت قريب، كان هوارد لوتنيك يقود “كانتور فيتزغيرالد”، لكنه يشغل الآن منصب وزير التجارة في إدارة ترمب. عززت “كانتور” علاقاتها مع “تيثر” من خلال الدخول في شراكة معها في مشروع إقراض بتكوين.
اختتم أردوينو: “تعد تيثر هي الأخرى معقلاً للدولار الأميركي. سنساعد الولايات المتحدة الأميركية في منع أي جهود أخرى مناوئة من الجانب الآخر”.
