بيانات التضخم الأميركية تعيد الانتعاش لأسواق الأسهم في آسيا

ارتفعت الأسهم الآسيوية يوم الخميس بعد أن ساعدت بيانات التضخم الأميركية التي كانت أفضل من المتوقع، في دفع وول ستريت للتعافي بعد يومين من الخسائر الكبيرة.

صعدت مؤشرات الأسهم في اليابان وكوريا الجنوبية، بينما كانت مؤشرات الأسهم في هونغ كونغ والصين مختلطة. وارتفعت العقود المستقبلية لمؤشرات الأسهم الأميركية في التداول المبكر في آسيا، مما عزز المكاسب في الجلسة السابقة.

وعلى الرغم من مكاسب يوم الأربعاء لمؤشري “إس آند بي 500″، و”ناسداك 100″، وهي أول مكاسب منذ يوم الجمعة للمؤشرات الأميركية، إلا أنهما ما زالا منخفضين بأكثر من 3% هذا الأسبوع.

كانت السندات الحكومية الأميركية مستقرة بشكل طفيف في تداولات يوم الخميس، بعد أن فشلت في التحرك بشكل ملحوظ بعد بيانات التضخم يوم الأربعاء. وارتفع العائد على السندات الأميركية لأجل 10 سنوات بمقدار ثلاث نقاط أساس إلى 4.3%. كما ارتفع العائد على السندات لأجل عامين بمقدار أربع نقاط أساس. وكانت العملات الرئيسية تتحرك ضمن نطاقات ضيقة، كما كان مؤشر الدولار مستقراً تقريباً يوم الأربعاء.

استمرار عدم اليقين

كانت التحركات الهادئة وعدم وجود رد فعل واضح على بيانات التضخم في السندات الحكومية، إشارة إضافية على أن حالة عدم اليقين التي أثارتها سياسات الرئيس دونالد ترمب التجارية تؤثر على المعنويات في الأسواق العالمية.

قالت كريستينا وون، مديرة محفظة في “إيست سبرينغ إنفستمنتس” (Eastspring Investments)، على تلفزيون “بلومبرغ”: “هناك تدفق للأخبار كل يومين تقريباً من الولايات المتحدة أو الصين، ما يضيف الكثير من التقلبات”. وأضافت أن “الاستثنائية الأميركية التي كانت رهاناً لكثيرين في بداية العام تتلاشى”، وباتت تميل بشكل أكبر لصالح آسيا، وخاصة الصين”.

ارتفع مؤشر أسعار المستهلك الأميركي، وكذلك مقياس منفصل يستبعد أسعار الغذاء والطاقة، بنسبة 0.2% في فبراير، مقارنة بالتوقعات التي كانت تشير إلى زيادة بنسبة 0.3%. تعد النتيجة الأفضل من المتوقع علامة إيجابية، نظراً لاحتمال أن تؤدي التعريفات الجمركية إلى زيادة التكاليف على الأسر الأميركية.

وقال أوسكار مونيوز وغانادي غولدبرغ من “تي دي سيكيوريتيز”: “على الرغم من التحسن الذي قدمه آخر مؤشر لأسعار المستهلك، لا تزال حالة عدم اليقين قائمة، حيث أن التوقعات بشأن التضخم تظل ضبابية بسبب تطورات السياسة التجارية. في هذا السياق، من غير المرجح أن يغير الاحتياطي الفيدرالي توجيهاته في أي وقت قريب”.

تقرير أسعار المنتجين

من المتوقع أن يقدم تقرير حكومي عن أسعار المنتجين في الولايات المتحدة، والذي سيتم نشره لاحقاً يوم الخميس، رؤى حول فئات إضافية تساهم بشكل مباشر في مقياس التضخم المفضل لدى الاحتياطي الفيدرالي، والذي من المقرر أن يتم نشره في وقت لاحق من هذا الشهر.

قال ترمب يوم الأربعاء إن الولايات المتحدة سترد على الإجراءات المضادة للاتحاد الأوروبي ضد تعريفاته الجديدة بنسبة 25% على الصلب والألمنيوم، مما يرفع من خطر التصعيد الإضافي في حربه التجارية العالمية.

وفي وقت سابق من يوم أمس، أعلنت كندا فرض تعريفات جديدة بنسبة 25% على حوالي 20.8 مليار دولار من المنتجات الأميركية، بما في ذلك الصلب والألمنيوم، بعد أن نفذت إدارة ترمب التعريفات العالمية على واردات السلعتين.

في آسيا، تتضمن البيانات التي ستصدر قريباً ثقة المستهلك في تايلاندا، والإنتاج الصناعي وأسعار المنتجين في هونغ كونغ. قد تُصدر بيانات التجارة للهند في أي وقت حتى 17 مارس، بينما قد تصدر بيانات عرض النقود للصين في أي وقت حتى 15 مارس.

ساعدت المكاسب في الأسهم الأميركية الأسهم الكبرى في القطاع التكنولوجي. وارتفع مؤشر مجموعة الأسهم المعروفة باسم “العظماء السبعة” (أبل، إنفيديا، أمازون، ألفابت، ميتا، مايكروسوفت، تسلا) بنسبة 2.3%، وهو أفضل يوم لها منذ يناير. في ساعات متأخرة، قالت شركة “إنتل” إنها عينت القائد المحنك في الصناعة ليب بو تان كمدير تنفيذي لها. وقدمت شركة “أدوبي” توقعات أعمال فاترة.

استدعاء في الصين

في أماكن أخرى، استدعت السلطات الصينية مديري شركة “وول مارت” بعد تقارير تفيد بأنها طلبت من الموردين تحمل التكاليف المتزايدة الناتجة عن زيادة التعريفات الأميركية.

كان الين الياباني ثابتاً. وقال مسؤولون من بنك اليابان إن هناك عدة أسباب ضد التدخل في سوق السندات، حتى بعد أن وصلت عوائد السندات القياسية إلى أعلى مستوى لها منذ عام 2008، وفقا لأشخاص مطلعين على الموضوع.

في سوق السلع، كانت أسعار الذهب ثابتة عند حوالي 2934 دولارا للأونصة. وفي النفط، ارتفعت أسعار “غرب تكساس” الوسيط، مواصلة مكاسبها للجلسة الثالثة على التوالي.