ردود فعل وول ستريت على قرار الفيدرالي

رأى آدم كريسافولي من “فايتال نوليدج” أن الخلاصة تشير إلى أن قرار الاحتياطي الفيدرالي كان إيجابياً للغاية، بالنظر إلى التغير في الميزانية العمومية، وتوقعات باول بأن الرسوم الجمركية لن يكون لها سوى تأثير “مؤقت” على التضخم.

أما سمير سامانا من معهد “ويلز فارغو للاستثمار”، فاعتبر أن أسواق الأسهم ركزت على قرار الفيدرالي بخفض توقعاته للنمو، والإبقاء على تخفيضات بمقدار 50 نقطة أساس خلال السنة، وتقليص التشديد الكمي، وجميعها قرارات اعتبرتها الأسواق داعمة.

وأضاف: “نعتقد أن يقظة الاحتياطي الفيدرالي تجاه التباطؤ الاقتصادي، تتزامن مع توقعاتنا الإيجابية للأسهم، ونشجع المستثمرين على زيادة استثماراتهم”.

تشارلي ريبلي من “أليانز لإدارة الاستثمارات” أشار إلى أنه “على الرغم من أن نتائج هذا الاجتماع كانت متوافقة بشكل عام مع توقعات المشاركين في السوق، إلا أنها تُظهر بوضوح المعضلة التي يواجهها الفيدرالي في موازنة توقعات النمو والتضخم”.

وأضاف: “من ناحية أخرى، قدم الاحتياطي الفيدرالي بعض الراحة من خلال خططه لبدء إبطاء وتيرة التشديد الكمي في الميزانية العمومية”.

فلوريان إييلبو من “لومبارد أوديير لإدارة الاستثمارات” اعتبر أن تغيير التوقعات قد يبدو عادياً نظراً لثبات مسار أسعار الفائدة، ولكنه قد يكون أكثر ملاءمة للسندات منه للأسهم.

وأضاف أن ردة فعل السوق تظهر أن السندات تستفيد من أنباء تصدي الاحتياطي الفيدرالي لخصمه الرئيسي -التضخم- مع تعديل برنامجه للتيسير الكمي. مع ذلك، قد يأتي هذا على حساب انخفاض النمو، حيث تبقى أسعار الفائدة قصيرة الأجل من دون تغيير في مواجهة التضخم، مما قد يُثقل كاهل الأرباح.

وتابع أنه في الوقت الحالي، لا تنظر سوق الأسهم إلى الأمر بهذه الطريقة، ولكن إذا استمر الاحتياطي الفيدرالي في ممارسة الضغط على الاقتصاد، فقد تجد الأرباح نفسها عالقة بين المطرقة والسندان.

أما ويتني واتسون من “غولدمان ساكس” لإدارة الأصول، فقالت: “كما كان متوقعاً، تبنى الاحتياطي الفيدرالي نبرة حذرة في اجتماع هذا الشهر، مُبقياً على سعر الفائدة من دون تغيير، في انتظار اتضاح آفاق النمو والتغييرات في السياسة التجارية”.

وأضافت: “اتسمت تعديلات توقعات أعضاء اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة بطابع (ركودي تضخمي) إلى حد ما، حيث تباينت توقعات النمو والتضخم. في الوقت الحالي، يتوخى الاحتياطي الفيدرالي الحذر، إذ يراقب ما إذا كان تباطؤ النمو الأخير سيتطور إلى أمر أكثر خطورة”.

موقف حذر ولكنه مرن

دان سيلوك من “جانوس هندرسون” رأى أن آخر تحديث للاحتياطي الفيدرالي جاء مفاجئاً، إذ “اتخذ نبرة أقل تشدداً مما توقعه الكثيرون في وول ستريت”.

وأضاف: “في ظل استمرار التضخم وتزايد حالة عدم اليقين الاقتصادي، يشير قرار الإبقاء على أسعار الفائدة الحالية من دون تغيير، مع تعديل طفيف لنهج الفيدرالي تجاه حيازات الأوراق المالية، إلى موقف حذر ولكنه مرن. وينقل هذا القرار رسالة واضحة إلى الأسواق مفادها: على الرغم من التحديات، يفتقر الاحتياطي الفيدرالي حالياً إلى البيانات المقنعة اللازمة لتعديل السياسة النقدية”.

وتابع: “في الاستجابة الأولية للسوق، يبدو أن التعديل التنازلي لتوقعات النمو والارتفاع في معدلات البطالة قد طغيا على التعديل التصاعدي في توقعات التضخم. ويعكس هذا التحول تغيراً حديثاً في تركيز السوق، حيث أصبح الاهتمام الأكبر منصباً على مخاطر ضعف النمو، بدلاً من المخاوف التضخمية التي هيمنت على النقاش في السنوات الأخيرة”.