تم تداول الأسهم الآسيوية ضمن نطاقات ضيقة يوم الجمعة، مع تضاؤل الفارق بين سعري العرض والطلب، حيث أثرت حالة عدم اليقين بشأن الخطوة التالية لدونالد ترمب في الحرب التجارية، على معنويات الأسواق العالمية.
افتتحت سوق الأسهم اليابانية على ارتفاع، بينما تراجعت الأسهم الكورية الجنوبية، وانخفضت العقود الآجلة لمؤشرات الأسهم في هونغ كونغ. في الوقت نفسه، ارتفعت العقود الآجلة للأسهم الأميركية بشكل طفيف بعد إغلاق مؤشر “إس آند بي 500” على انخفاض طفيف يوم الخميس، مما يعكس حالة التردد بين المستثمرين.
توقف تعافي الأسهم
أدى هذا الأداء البطيء إلى توقف التعافي الناشئ في الأسهم العالمية في وقت سابق من الأسبوع، مما يؤكد قلق المستثمرين قبل الزيادة المرتقبة في الرسوم الجمركية الأميركية.
وكان الرئيس دونالد ترمب قد أعلن في وقت سابق من هذا الأسبوع أن الرسوم الجمركية الانتقامية العامة، ورسوماً إضافية على بعض القطاعات، ستدخل حيز التنفيذ في 2 أبريل.
نظرياً، كان ينبغي أن يحصل المستثمرون على رؤية أوضح هذا الأسبوع، حيث عقد كل من الاحتياطي الفيدرالي الأميركي وبنك اليابان وبنك إنجلترا اجتماعات للسياسة النقدية، لكن هذه البنوك المركزية لم تقدم أي توضيحات بشأن وضع الاقتصاد العالمي، بعد جولة الرسوم الجديدة، مما زاد من شعور المستثمرين بأن العالم يسير نحو 2 أبريل من دون رؤية واضحة.
وقال دانييل سكيلي، رئيس فريق أبحاث واستراتيجيات الأسواق في إدارة الثروات بـ”مورغان ستانلي”: “على الرغم من أن السوق قد تكون بلغت القاع في التصحيح الأخير، إلا أننا ربما لم نشهد نهاية التقلبات بعد. لا تزال حالة عدم اليقين السياسي قائمة، ولا تزال الأسواق حساسة لأي تغير في المعنويات”.
كان على المستثمرين أيضاً التعامل مع نتائج الأرباح، التي قدمت إشارات متباينة أخرى للأسواق. فقد تراجعت أسهم شركة “فيديكس” (FedEx Corp) -التي تُعد مؤشراً اقتصادياً- في التداولات المتأخرة بعد أن خفضت توقعاتها للأرباح. ومع ذلك، قدمت شركة “ميكرون تكنولوجي” (Micron Technology Inc) توقعات إيجابية للمبيعات، وتجاوزت نتائج “نايكي” (Nike Inc) توقعات المحللين.
البيانات الأميركية
في الولايات المتحدة، تجاوزت مبيعات المنازل القائمة التقديرات، بينما جاءت طلبات إعانة البطالة الأولية متماشية مع التوقعات، مما يشير إلى قوة سوق العمل.
لم يطرأ تغير كبير على سندات الخزانة الأميركية يوم الخميس، كما ظل مؤشر الدولار مستقراً تقريباً. في المقابل، ارتفع الين الياباني بشكل طفيف صباح الجمعة، بعد أن جاءت بيانات مؤشر أسعار المستهلكين الأساسي أعلى من التوقعات. أما الجنيه الإسترليني، فقد استمر في التراجع بعد أن صوت بنك إنجلترا على إبقاء أسعار الفائدة من دون تغيير.
يأتي الضعف في “وول ستريت” قبل اختبار كبير في وقت لاحق من يوم الجمعة، حيث من المتوقع أن تنتهي صلاحية عقود خيارات بقيمة 4.5 مليار دولار في حدث يُعرف باسم ساعة “السحر الثلاثية”، والتي غالباً ما تؤدي إلى زيادة التقلبات في الأسواق.
قال مايكل روزن، كبير مسؤولي الاستثمار في شركة “أنجليسيس إنفستمنتس” (Angeles Investments)، خلال مقابلة في مقر “بلومبرغ” بنيويورك: “سنشهد صعوداً وهبوطاً مع استمرار حالة عدم اليقين في السياسات. وستكون معنويات المستثمرين شديدة التقلب، وسيعكس ذلك أداء السوق”.
في أماكن أخرى، سجلت “بي دي دي هولدينغز” (PDD Holdings Inc)، التي تدير منصة التسوق الإلكتروني “تيمو”، نمواً في الإيرادات أقل من المتوقع، بسبب احتدام المنافسة في السوق المحلية، وتأثير الرسوم الجمركية الأميركية على توسعها.
وفي تطور آخر، أجل الاتحاد الأوروبي هذا الأسبوع فرض رسوم جمركية مقترحة على الويسكي الأميركي. وقال نائب رئيس وزراء أيرلندا إن التكتل مستعد لإجراء محادثات مع ترمب قبل اتخاذ أي قرارات إضافية بشأن الرسوم الانتقامية.