تعتزم شركة “أميركان بتكوين” (American Bitcoin)، وهي مشروع لتعدين العملات المشفرة أُطلق هذا الأسبوع بالتعاون بين شركة “هات 8” (Hut 8) ومجموعة من المستثمرين من بينهم اثنان من أبناء الرئيس الأميركي دونالد ترمب، طرح أسهمها لاكتتاب عام أولي، إلى جانب سعيها لاستقطاب تمويل خاص إضافي.

في مقابلة مع تلفزيون “بلومبرغ” يوم الثلاثاء، صرح آشر جينوت، الرئيس التنفيذي لشركة تعدين بتكوين “هات 8″، ومقرها ميامي، قائلاً إن “المشروع يمكن اعتباره على المدى الطويل شركتين شقيقتين مدرجتين في البورصة. إحداهما تركز على الطاقة ومراكز بيانات البنية التحتية، والأخرى متخصصة في بتكوين والتكاليف الشاملة المستدامة والاحتياطيات، وهذان الكيانان معاً يشكّلان شركة متكاملة رأسياً تتمتع بواحدة من أقوى المزايا الاقتصادية في السوق”.

جاء إطلاق المشروع المتخصص في تعدين بتكوين بعد استحواذ شركة “هات 8″، إحدى أكبر شركات تعدين العملات المشفرة المدرجة في البورصة، على حصة الأغلبية في “أميركان داتا سنترز” (American Data Centers)، التي أسسها فريق من المستثمرين من ضمنهم إريك ترمب ودونالد ترمب الابن.

تعدين بتكوين وخطط الاكتتاب

أقدمت شركة “هات 8″ على نقل غالبية معداتها الخاصة بتعدين بتكوين إلى الكيان الجديد المعروف بـ”أميركان بتكوين”. ورغم أن المشروع يُعد شركة متخصصة حصرياً في تعدين بتكوين، إلا أن “هات 8” ستركز بشكل أكبر على أعمال مراكز البيانات التابعة لها، في إطار خططها لتوسيع بنيتها التحتية وتعزيز قدرتها على دعم تطبيقات الذكاء الاصطناعي.

تعرّض قطاع تعدين بتكوين لانخفاض حاد في الإيرادات بعد “تنصيف بتكوين”، وهي عملية شهدتها برمجيات العملة المشفرة في أبريل الماضي، بالتزامن مع احتدام المنافسة نتيجة دخول لاعبين جدد إلى السوق. ومع ذلك، استفادت شركات التعدين المدرجة في البورصة من صعود أسعار بتكوين العام الماضي، إضافة إلى إمكانية وصولها إلى أسواق رأس المال الأميركية حيث نجحت في جمع مليارات الدولارات من خلال بيع أسهم جديدة وإصدار سندات.

صرّح إريك ترمب خلال مؤتمر عبر الهاتف في وقت سابق من يوم الثلاثاء: “سنصبح أعظم شركة لتعدين بتكوين على وجه الأرض، وسنحقق ذلك هنا في أميركا”.

في السياق ذاته، أوضح جينوت خلال المكالمة أن الكيانين الجديدين يعتزمان دراسة خيار جذب استثمارات خاصة قبل المضي قدماً في الاكتتاب العام.

العلاقات مع الصين

تتعاون شركة “أميركان بتكوين” أيضاً مع شركة “بيتماين” (Bitmain)، التي تُعد أكبر مورد لأجهزة الكمبيوتر المتخصصة في تعدين بتكوين. ومن المقرر أن تمكّن هذه الشراكة “أميركان بتكوين” من الاستفادة من أحدث تقنيات التعدين وتعزيز نطاق عملياتها مع بدء تشغيل الأجهزة الجديدة في المستقبل.

قال مايك هو، الرئيس التنفيذي لشركة “هات 8”: “نعتقد أن قدرتنا على تشغيل هذه الأجهزة على نطاق واسع، إضافة إلى العلاقة الوثيقة بين المُعدن والمُصنع التي أفضت إلى هذه الشراكة، تعكس ميزة تنافسية محورية ستمكّننا من تحقيق أهداف طموحة لصالح (أميركان بتكوين)”.

تعرضت الشركة الصينية المُصنعة لمزيد من التدقيق بعد أن أدرجت الولايات المتحدة شركتها التابعة المختصة في الذكاء الاصطناعي “سوفغو” (Sopghgo) على القائمة السوداء. وفي هذا الإطار، صادرت السلطات الأميركية عدداً من أجهزة تعدين بتكوين ضمن تشديدها لعمليات التفتيش على واردات هذا النوع من المعدات.

علاقة بتكوين بحملة ترمب

برزت شركات تعدين بتكوين المدرجة في البورصة الأميركية كأحد أوائل المؤيدين لحملة ترمب خلال السباق الانتخابي الأخير. وكان اجتماعهم معه في يونيو الماضي بمثابة لحظة فارقة، أعلن خلالها ترمب دعمه لصناعة العملات المشفرة، متعهداً بأن تكون جميع عملات بتكوين المتبقية “مصنوعة في الولايات المتحدة”.

يُشكل المشروع الجديد، الذي جاء عقب إطلاق شركة “وورلد فاينانشيال ليبرتي” (World Financial Liberty) المدعومة من ترمب لعملة مستقرة الشهر الماضي، مؤشراً إضافياً على تعمق الروابط بين عائلة الرئيس وقطاع العملات المشفرة.

وفي حديثه لتلفزيون “بلومبرغ”، قال إريك ترمب: “ليس هناك أي تعارض لأنني لا أعمل مع البيت الأبيض. كنت منخرطاً في القطاع الخاص طوال حياتي. وأطلقنا (وورلد فاينانشيال ليبرتي) قبل وقت طويل من دخول والدي إلى البيت الأبيض. نحن نؤمن بقطاع العملات المشفرة منذ زمن بعيد”.