تقلبات عنيفة في أداء مؤشرات وول ستريت خلال جلسة الاثنين

عادت مؤشرات الأسهم الأميركية إلى الانخفاض وسط تقلبات عنيفة خلال تعاملات جلسة يوم الاثنين السابع من أبريل/ نيسان، وذلك بعد تراجع كبير في بداية الجلسة ثم ارتفاع كبير ومفاجئ ثم العودة إلى الهبوط مرة أخرى.

ويأتي ذلك مع تمسك البيت الأبيض بموقفه حتى بعد أن تسبب فرض الرئيس الأميركي دونالد ترامب رسوماً جمركية مرتفعة بشكل صادم على معظم الشركاء التجاريين الرئيسيين لبلاده في انهيار العديد من الأسواق.

وانخفض مؤشر Dow Jones الصناعي 699 نقطة، أو 1.8%. كما هبط مؤشر S&P 500 بنسبة 1.3%. كما تراجع مؤشر Nasdaq المركب بنسبة 0.9% وسط تقلبات.

دخلت الرسوم الجمركية الشاملة التي فرضها ترامب بنسبة 10% على الأقل حيز التنفيذ يوم السبت، وذلك بعد آمال من المستثمرين في ورود أنباء خلال عطلة نهاية الأسبوع تفيد بأن إدارة ترامب تُجري مفاوضات ناجحة مع الدول لخفض معدلات الرسوم، أو على الأقل، تدرس تأجيل الرسوم الجمركية المتبادلة، والمقرر أن تدخل حيز التنفيذ في التاسع من أبريل. وبدلاً من ذلك، قلل الرئيس ومستشاروه الرئيسيون من شأن موجة البيع المكثفة.

وقال ترامب مساء الأحد عن موجة البيع المكثفة في السوق: “لا أريد أن ينخفض ​​أي شيء، ولكن في بعض الأحيان، يجب أن نتناول الدواء لإصلاح شيء ما”.

وأضاف ترامب: “لدينا عجز تجاري بقيمة تريليون دولار مع الصين، ونخسر مئات المليارات من الدولارات سنوياً مع الصين. وما لم نحل هذه المشكلة، فلن أبرم صفقة”.

وذكر وزير التجارة الأميركي، هوارد لوتنيك، لشبكة CBS News إن الرسوم الجمركية لن تُؤجل. “الرسوم الجمركية قادمة… ستبقى سارية بالتأكيد لأيام وأسابيع”.

وأشار وزير الخزانة الأميركي سكوت بيسنت لشبكة NBC News إلى أن أكثر من 50 دولة تواصلت مع الإدارة الأميركية للتفاوض، لكنه حذّر من أنهم “كانوا فاعلين سيئين لفترة طويلة، وهذا ليس بالأمر الذي يمكن التفاوض عليه في أيام أو أسابيع”.

فوجئ المستثمرون في البداية بحجم بعض المعدلات المطبقة على الشركاء التجاريين، والتي بدت وكأنها تستند إلى صيغة تفتقر إلى مبررات منطقية تعتمد على نظرية اقتصادية راسخة. وزاد من قلقهم قرار الصين يوم الجمعة بالرد بفرض تعرفات جمركية بنسبة 34% على جميع واردات الولايات المتحدة، بدلاً من التفاوض أولاً.

في حين صرحت الإدارة الأميركية بأن 50 دولة على الأقل تواصلت لبدء المفاوضات، كانت كندا والاتحاد الأوروبي يخططان لاتباع نهج الصين، ويستعدان لفرض تعرفات جمركية انتقامية على الولايات المتحدة.

وعرضت فيتنام بالفعل خفض التعرفات الجمركية على الولايات المتحدة إلى الصفر، وفقاً لترامب، لكن المستشار التجاري بيتر نافارو قال لشبكة CNBC يوم الاثنين لإن ذلك لم يكن كافياً، ولإن الغش غير الجمركي هو المهم. وهذا يشير إلى أن المفاوضات قد تطول أكثر مما ترغب وول ستريت.

تزايدت المخاوف في وول ستريت من أن موجة البيع ستغذي نفسها، مع اضطرار صناديق التحوط إلى بيع الأسهم والأصول الخطرة الأخرى لجمع السيولة اللازمة لتلبية طلبات الهامش. ارتفع مؤشر تقلب بورصة شيكاغو، وهو مؤشر الخوف في وول ستريت، إلى مستوى 50 في وقت مبكر من يوم الاثنين، وهو مستوى متطرف لا يُرى في الغالب إلا خلال أسواق الهبوط.

وامتدت هذه التأثيرات إلى أصول أخرى وحول العالم. انخفض سعر بتكوين إلى ما دون 77 ألف دولار. وتراجع سعر النفط الخام الأمريكي إلى ما دون 60 دولاراً للبرميل، مسجلًا أقل مستوى له في عدة سنوات.

كما هبط مؤشر Hang Seng في هونغ كونغ بنسبة 13%، مسجلًا أكبر انخفاض له منذ عام 1997. وخسر مؤشر DAX الألماني ما يصل إلى 10% خلال جلسة يوم الاثنين.