شهدت مؤشرات الأسهم الأميركية تقلبات حادة في ظل تسارع وتيرة الحرب التجارية التي يخوضها الرئيس الأميركي دونالد ترمب مع كبار الشركاء التجاريين، من دون مؤشرات تذكر على تراجعها، ما دفع المستثمرين إلى تجنّب المخاطرة الكبيرة، بعد مكاسب امتدت على مدى يومين.
ويأتي ذلك رغم نتائج إيجابية من كبرى المؤسسات المالية في وول ستريت، حيث أظهرت نتائجها انتعاشاً في تداولات الأسهم، واستمراراً في متانة أوضاع المستهلكين والشركات. فبعدما صعد مؤشر “إس آند بي 500” بما يقارب 1%، أنهى الجلسة على انخفاض.
وول ستريت تغلق على انخفاض طفيف؛ عدم اليقين بشأن الجمارك يجعل المستثمرين في حالة تأهب وبحسب البيانات الأولية، خسر مؤشر ستاندرد آند بورز 500 نحو 9.38 نقطة، أو 0.17%، ليغلق عند 5396.59 نقطة، في حين خسر مؤشر ناسداك المركب 10.30 نقطة، أو 0.06%، ليغلق عند 16821.18 نقطة. وانخفض مؤشر داو جونز الصناعي 155.21 نقطة أو 0.38 بالمئة إلى 40369.58 نقطة.
وفي ساعات التداول المتأخرة، حافظت شركة “يونايتد إيرلاينز هولدينغز” على توقعاتها للأرباح السنوية، لكنها حذرت من أن سيناريو “ركودي” قد يُضعف الطلب بشكل كبير، ويخفض الأرباح بصورة حادة.
في أسواق السندات، ارتفعت الأسعار بعدما صرّح مسؤول في وزارة الخزانة الأميركية بأنه يُجرى النظر في تعديل قانوني قد يخفض تكاليف التداول بالنسبة للبنوك. كما أنهى الدولار سلسلة خسائر دامت خمسة أيام.
تحذيرات من الركود ومخاوف المستثمرين تزداد
دعا الرئيس ترمب الصين إلى التواصل معه لبدء مفاوضات تجارية، في إشارة إلى أن نهاية المواجهة الجمركية لا تزال بعيدة، بعد أن رفع الجانبان حواجزهم التجارية بشكل متواصل.
وأمرت بكين شركات الطيران بعدم استلام أي طائرات جديدة من شركة “بوينغ”، بحسب أشخاص مطلعين على الأمر. في الأثناء، لم يحرز الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة سوى تقدم ضئيل في تضييق فجوة الخلافات التجارية بينهما.
وقال أنطوني ساغليمبيني من شركة “أميريبرايز”: “ننصح المستثمرين بعدم التسرّع في تبني افتراضات حاسمة بشأن كيفية تأثير تطورات الرسوم الجمركية على الاقتصاد وأرباح الشركات”.
وأضاف: “بدلاً من ذلك، نقترح على المستثمرين الاستعداد لعدة سيناريوهات محتملة على المدى المتوسط، تتراوح بين نمو اقتصادي وأرباح بطيء إلى إيجابي، وسيناريوهات أخرى تشمل نمواً بطيئاً إلى سالب”.
التوترات التجارية تربك المستثمرين حول العالم
أربك ارتفاع عدم اليقين المحيط بسياسات التجارة الأميركية، إلى جانب ارتفاع التقلبات في الأسواق المالية، المستثمرين حول العالم خلال الأسابيع الماضية.
وتُظهر دراسة مسحية من “بنك أوف أميركا” أن الشعور السائد بشأن التوقعات الاقتصادية هو الأكثر تشاؤماً منذ ثلاثة عقود، إلا أن هذا التشاؤم لا ينعكس بالكامل في توزيع الأصول لدى مديري الصناديق، ما قد يعني أن خسائر الأسهم الأميركية قد تستمر.
وكتب استراتيجيون بقيادة مايكل هارتنت في مذكرة أن “مديري الصناديق في أقصى درجات التشاؤم على المستوى الاقتصادي الكلي، لكنهم لم يبلغوا بعد الحد الأقصى من التشاؤم تجاه السوق نفسها”. وأضافوا أن “ذروة الخوف” لم تنعكس بعد في مخصصات السيولة النقدية.