انخفضت العقود الآجلة للأسهم الأميركية، مساء الأحد، بعد أسبوع تداول سلبي آخر لوول ستريت وسط ضبابية بشأن الرسوم الجمركية التي فرضها الرئيس دونالد ترامب، فيما تترقب الأسواق هذا الأسبوع تقارير أرباح عدد من الشركات الرئيسية.
انخفضت العقود الآجلة لمؤشر ستاندرد آند بورز 500 بنسبة 0.3%، بينما تراجعت العقود الآجلة لمؤشر ناسداك 100 بنسبة 0.1%. أما العقود الآجلة المرتبطة بمؤشر داو جونز الصناعي، فقد خسرت نحو 146 نقطة، أي 0.4%.
تأتي هذه التحركات بعد أن سجل كل من المؤشرات الرئيسية الثلاثة انخفاضاً أسبوعياً ثالثاً خلال أسابيع التداول الأربعة الماضي
آخر أيام التداول خلال الأسبوع في وول ستريت، تباين أداء مؤشرات الأسهم الأميركية عند إغلاق تعاملات جلسة يوم الخميس 17 أبريل/ نيسان، مع محاولة المتداولين التخفيف من حدة الانخفاضات الأخيرة.
وارتفع مؤشر S&P 500 بنسبة 0.1%، بينما انخفض مؤشر Nasdaq المركب بنسبة 0.1%. وتراجع مؤشر Dow Jones الصناعي 527 نقطة، أو 1.3%.
وجاء انخفاض Dow Jones مدفوعاً بهبوط بنسبة 22% في سهم UnitedHealth بعد إعلان الشركة عن نتائج مخيبة للآمال.
وتراجعت شركة إنفيديا Nvidia بنحو 2.9% يوم الخميس، لتفاقم خسارتها التي بلغت نحو 7% في الجلسة السابقة. وكشفت الشركة الرائدة في مجال الذكاء الاصطناعي عن تكاليف ربع سنوية بقيمة 5.5 مليار دولار تقريباً مرتبطة بتصدير وحدات معالجة الرسومات H20 إلى الصين ووجهات أخرى بسبب ضوابط التصدير الأميركية.
وشهدت الأسهم ارتفاعاً بعد ظهر يوم الخميس بعد أن صرح الرئيس الأميركي دونالد ترامب بتوقعه التوصل إلى اتفاقيات تجارية مع الصين والاتحاد الأوروبي. ويأتي ذلك بعد يوم من تصريح رئيس مجلس الاحتياطي الفدرالي، جيروم باول، الذي أثار قلق المستثمرين بقوله إن سياسات ترامب المتعلقة بالرسوم الجمركية قد تؤدي إلى ارتفاع التضخم على المدى القريب وتُشكل تحديات للبنك المركزي.
ومع ذلك حققت المؤشرات الرئيسية في وول ستريت خسائر أسبوعية، مع نهاية الأسبوع بنهاية جلسة الخميس، بينما ستغلق الأسواق أبوابها غداً بمناسبة الجمعة العظيمة. وتراجع مؤشرا Dow Jones بنسبة 2.66% ومؤشر Nasdaq بنسبة 2.62%، كما انخفض مؤشر S&P 500 بنسبة 1.5%.
امتحان الشركات
تواجه الشركات والمستثمرون وضعاً متقلباً بسبب ضبابية الرسوم الجمركية، في ظل مفاوضات تجريها إدارة ترامب مع دول أخرى. فبينما أوقف ترامب بعضاً من أكبر الرسوم الجمركية على الواردات، تخوض الولايات المتحدة أيضاً معركة تجارية مع الصين، ثاني أكبر اقتصاد في العالم.
ستُشكّل نتائج أعمال الشركات الأميركية الضخمة في الأسبوع المقبل اختباراً لسوق الأسهم التي تأثرت بإصلاحات السياسة التجارية الأميركية التي قلبت توقعات الاقتصاد العالمي والشركات الأميركية رأساً على عقب.
ولا يزال المستثمرون في حالة من التوتر بعد إعلان الرئيس دونالد ترامب الشامل عن الرسوم الجمركية في الثاني من أبريل، والذي فاجأ الأسواق وأثار بعضاً من أكثر التداولات تقلباً منذ بداية جائحة كوفيد-19 قبل خمس سنوات.
أرباح تسلا وألفابت
تُعدّ شركتا تسلا Tesla وألفابت Alphabet، الشركة الأم لغوغل، من بين الشركات التي ستُراقب عن كثب لمعرفة نتائجها المالية، حيث يسعى المستثمرون للحصول على إرشادات حول تداعيات الرسوم الجمركية المتقلبة.
وستكون شركة ألفابت أيضاً تحت المجهر للحصول على أي تفاصيل حول الإنفاق الإعلاني والنفقات الرأسمالية المرتبطة بقدرات الذكاء الاصطناعي، حيث يُدقق المستثمرون في تكاليف مشاريع هذه الصناعة.
وقد تعرضت الشركة لانتكاسة يوم الخميس، عندما حكم قاضٍ بأن غوغل تُهيمن بشكل غير قانوني على سوقين لتكنولوجيا الإعلان عبر الإنترنت.
وستتجه الأنظار إلى نتائج شركة بوينغ، بعد أن أمرت الصين شركات الطيران التابعة لها بعدم استلام المزيد من طائرات الشركة المصنعة للطائرات.
ومن بين الشركات الأميركية الكبرى التي ستُعلن نتائجها هذا الأسبوع الجديد، آي بي إم IBM، وميرك، وإنتل، وبروكتر آند غامبل.
وقد تراجعت توقعات نمو الأرباح في الولايات المتحدة، حيث من المتوقع أن ترتفع أرباح مؤشر ستاندرد آند بورز 500 بنسبة 9.2% في عام 2025، بانخفاض عن نسبة 14% المُقدّرة في بداية العام، وفقاً لبيانات بورصة لندن LSEG.