تلقى صناع السياسات في مجلس الفدرالي الأميركي بعض الدعم من بيانات أظهرت استقرار معدل التوظيف في الولايات المتحدة وأشارت إلى عدم وجود سبب للتسرع في خفض الفائدة، وذلك بالتزامن مع حالة تأهب لاحتمال حدوث تصدعات محتملة في سوق العمل وسط تكيف الشركات مع السياسة التجارية الأميركية.
من جانبهما، أعلن باركليز وغولدمان ساكس، الجمعة، أنهما يتوقعان أن يقرر الفدرالي الأميركي خفض أسعار الفائدة في يوليو/ تموز، بعد تقرير للوظائف جاء أفضل من المتوقع.
وكان البنكان قد توقعا سابقاً خفضاً لأسعار الفائدة في يونيو/ حزيران.
وبخلاف توقعات السوق، وجّه الرئيس الأميركي دونالد ترامب يوم الجمعة دعوة جديدة إلى الفدرالي الأميركي لخفض معدلات الفائدة، وذلك عقب صدور تقرير الوظائف لشهر أبريل نيسان الذي جاء أفضل من المتوقع.
وقالت وزارة العمل الأميركية اليوم الجمعة إن الوظائف في القطاعات غير الزراعية زادت 177 ألف وظيفة في أبريل نيسان. واستقر معدل البطالة عند 4.2%.
وتعد تلك البيانات مؤشراً على بقاء سوق العمل في حالة توازن خلال شهر أعلن فيه الرئيس الأميركي دونالد ترامب أكبر رسوم جمركية منذ مئة عام، مما أدى إلى انخفاض الأسهم واضطراب سوق السندات قبل أن تعلق الإدارة العديد من تلك الرسوم حتى يوليو /تموز.
تثبيت المستويات الحالية
ووسط صمود سوق العمل واستمرار التضخم فوق الهدف البالغ 2%، من المتوقع أن يلتزم صناع السياسات في الاحتياطي الفدرالي بخطتهم المتمثلة في إبقاء تكاليف الاقتراض قصيرة الأجل عند مستوياتها الحالية حتى يظهر تأثير الرسوم الجمركية على التضخم والنمو الاقتصادي.
وأظهر تقرير الوظائف ارتفاع الأجور للساعة الواحدة 3.8% مقارنة بالعام السابق وبنفس وتيرة ارتفاعها في مارس/ آذار، وهو مستوى يأتي في نطاق ما يعتبره الاحتياطي الاتحادي متسقاً مع هدف التضخم.
وتراهن الأسواق حالياً على أن الفدرالي سينتظر حتى يوليو/ تموز لخفض أسعار الفائدة مجدداً مقارنة بتوقعات سابقة أشارت إلى يونيو/ حزيران. ويتوقعون حالياً إجراء ثلاثة تخفيضات في تكاليف الاقتراض بواقع ربع نقطة مئوية لكل منها بحلول نهاية العام الجاري.
الموعد في يوليو
وفق شبكة CNBC، استبعد المتداولون في سوق العقود الآجلة للأموال الفيدرالية خفض أسعار الفائدة لشهر يونيو، ويتوقعون الآن أن تكون الخطوة التالية للبنك المركزي في يوليو، وفقاً لمؤشر FedWatch التابع لمجموعة CME.
على مدار العام، يُقسّم التسعير حالياً بين ثلاثة أو أربعة تخفيضات إجمالية، بافتراض زيادات ربع نقطة مئوية.
وفي هذا الإطار، كتب كريشنا جوها، رئيس قسم السياسة العالمية واستراتيجية البنوك المركزية في Evercore ISI: “قد تظهر استجابة أكثر حدة لصدمات الرسوم الجمركية وإجراءات إدارة الطفاءة الحكومية DOGE خلال الأشهر القليلة المقبلة، لكن عدم وجود بداية مبكرة لتدهور سوق العمل يقلل من احتمالية أن يكون الاحتياطي الفيدرالي قد رأى ما يكفي لخفض أسعار الفائدة في يونيو”.
