الأسهم الأميركية ترتفع بعد دعوة ترمب للشراء قبيل محادثات الصين

اجتاحت موجة من الإقبال على المخاطرة “وول ستريت” يوم الخميس، حيث ارتفعت الأسهم وانخفضت السندات بعد إعلان دونالد ترمب عن اتفاق تجاري مع المملكة المتحدة، مشيراً إلى إمكانية خفض الرسوم الجمركية في حال سارت المحادثات مع الصين على ما يرام. كما ارتفعت الأسهم بعد أن حثّ الرئيس المستثمرين على شراء الأسهم الآن.

بالنسبة لسوق يأمل في تخفيف التوترات بين الولايات المتحدة وكبار شركائها التجاريين، كان ذلك كافياً لدفع مؤشر “إس أند بي 500” نحو 1.5%. وارتفعت جميع الأسهم الرئيسية تقريباً، مدفوعةً بمكاسب قادتها الشركات الأكثر تأثراً بالأداء الاقتصادي. وقفزت أسهم الشركات الصغيرة إلى جانب بتكوين، التي تجاوزت 100 ألف دولار. ومع انحسار الإقبال على الملاذات الآمنة، فقدت سندات الخزانة والذهب والعملات الملاذ الآمن زخمها.

أعلن ترمب عن إطار عمل تجاري مع المملكة المتحدة، مشيداً به باعتباره “إنجازاً” سيُزيل الحواجز ويُوسّع نطاق وصول الواردات الأميركية إلى الأسواق. وأعرب الرئيس أيضاً عن اعتقاده بأن المفاوضات التجارية التي ستنطلق هذا الأسبوع مع الصين ستُحقق تقدماً ملموساً، متوقعاً أن تكون بكين مستعدة لتقديم تنازلات، ومشيراً إلى أنه قد يُفكّر في خفض الرسوم الجمركية العقابية المفروضة عليها إذا ما توفّر زخم كبير.

التقدم نحو صفقة بين واشنطن وبكين

قال مات مالي من شركة “ميلر تاباك” إنه “مع ورود تفاصيل هذه الصفقة التجارية اليوم، ومعرفة مقدار التقدم الذي تحرزه الولايات المتحدة والصين نحو الصفقة التجارية الأكثر أهمية هذا الأسبوع، فإن ذلك من شأنه أن يمنح المستثمرين مزيداً من الوضوح حول مدى تأثير التجارة على الولايات المتحدة والاقتصاد العالمي في المستقبل”.

ارتفع مؤشر “إس آند بي 500” (S&P 500) بنسبة 1.3%، ومؤشر “ناسداك “100 بنسبة 1.7%، ومؤشر “داو جونز الصناعي” بنسبة 1.4%.

ارتفع العائد على سندات الخزانة لأجل عشر سنوات ست نقاط أساس إلى 4.33%. وصعد مؤشر بلومبرغ للدولار الفوري بنسبة 0.5%.

كسر الجمود وتفادي التباطؤ الاقتصادي

من المنتظر أن يسافر وزير الخزانة سكوت بيسنت والممثل التجاري الأميركي جيميسون غرير هذا الأسبوع إلى سويسرا لإجراء محادثات تجارية مع الصين بقيادة نائب رئيس الوزراء هي ليفينغ، سعياً لتهدئة التوتر بشأن الرسوم الجمركية الذي هدد بضرب اقتصاد البلدين. وقد أُعلن عن هذه الزيارة في بيانين صدرا يوم الثلاثاء عن الحكومتين الصينية والأميركية.

قال فؤاد رزاق زادة من “سيتي إندكس” و”فوركس.كوم”: “يبدو اجتماع نهاية الأسبوع بين الولايات المتحدة والصين بمثابة فرصة دبلوماسية لكسر الجمود أكثر منه لحظة حاسمة”. وأضاف: “قد نشهد موسم مفاوضات طويلاً، مما قد يحد من فرص ارتفاع الأصول الخطرة”.

يرى دان إيفاسكين، من “باسيفيك إنفستمنت مانجمنت”، أن الرسوم الجمركية قد تؤدي إلى سيناريو “ركودي تضخمي” مع ارتفاع الأسعار في ظل تباطؤ اقتصادي محتمل، وفقاً لصحيفة “فاينانشال تايمز”. وأجرت شركة “بيمكو” زيادات طفيفة في استثماراتها بديون الحكومة الأميركية خلال الشهرين الماضيين، مع التركيز على آجال الاستحقاق قصيرة الأجل.