تراجعت الأسهم الصينية في هونغ كونغ يوم الثلاثاء، بعدما تلاشت مشاعر التفاؤل الأولي بشأن الهدنة الجمركية مع الولايات المتحدة، لتحل محلها مخاوف من أن بكين لن ترى حاجة ملحّة لتعزيز التحفيز الاقتصادي.
وانخفض مؤشر “هانغ سنغ للشركات الصينية” بنسبة وصلت إلى 1.9% بعد أن كان قد ارتفع بنسبة 3% في الجلسة السابقة على خلفية التفاؤل بشأن تحسّن العلاقات الصينية-الأميركية. كما محا مؤشر “سي إس آي 300” القياسي في البر الرئيسي المكاسب التي حققها في بداية الجلسة.
ويعكس هذا التراجع في الحماس مخاوف من أن صناع القرار في الصين قد لا يشعرون بضرورة تبني إجراءات قوية، خصوصاً زيادة الإنفاق المالي، لدعم الاقتصاد المتباطئ. كما يُظهر أيضاً أن المستثمرين باتوا يركزون على التأثير الفعلي لاستمرار الرسوم الجمركية الأميركية المرتفعة، بالإضافة إلى حالة عدم اليقين المحيطة بالمحادثات الثنائية المرتقبة في الأشهر المقبلة.
الأسهم الصينية تغير اتجاهها مع تراجع النشوة
وقال سات دوهرا، مدير محفظة استثمارية في “جانوس هندرسون إنفستورز”: “الواقع هو أن هناك دافعاً أقل للصين لتبدأ أي تحفيز أو زيادة في الإنفاق المالي، وبالتالي فإن الآمال المرتبطة بحزمة تحفيز لمعالجة المشكلات الهيكلية في الصين بدأت تتلاشى”.
وكانت الولايات المتحدة قد أعلنت يوم الإثنين عن خفض الرسوم الجمركية على المنتجات الصينية إلى 30% بدلاً من 145% لفترة مؤقتة مدتها 90 يوماً، بينما وافقت بكين على خفض التعرفة الجمركية على معظم السلع إلى 10%. كما قال الرئيس ترمب إن الصين وافقت على إزالة الحواجز غير الجمركية أمام الواردات الأميركية، مما يشير إلى إمكانية تقديم تنازلات أكبر إذا أحرزت المحادثات تقدماً.
ويعني التراجع الأخير في المؤشر في هونغ كونغ أنه لا يزال لم يعوّض جميع الخسائر التي تكبدها منذ أوائل أبريل، عندما أعلن ترمب عن تعريفاته الجمركية المتشددة. كما أضعف ذلك الآمال في استعادة الزخم الكبير الذي شهدته الأسهم الصينية في وقت سابق من هذا العام.
وقالت شاروت شانانا، كبيرة استراتيجيي الاستثمار في “ساكسو ماركتس”: “لم تعد حالة عدم اليقين مرتبطة بنوع الرسوم التي ستُفرض، بل بكيفية تأثير هذه المستويات على الأرباح وزخم الاقتصاد، خاصة مع اقترابنا من الربع الثالث”. وأضافت: “رغم تحسن المعنويات، فإن الاختبار الحقيقي يتمثل في كيفية تفاعل المستهلكين والشركات مع هذه الحقائق الجديدة في التجارة”.