اهتمام المستثمرين الأجانب يعود إلى الصين

يتوقع مصرف “جيه بي مورغان” تعافياً واسع النطاق في الصين واهتماماً متزايداً من مستثمرين أجانب يسعون إلى تنويع محافظهم، في الوقت الذي يدفع فيه نظام الرسوم الجمركية العالمي إلى تغييرات في المحافظ الاستثمارية ويعزز من وتيرة التوسع الخارجي للشركات الصينية، حسب ريتا تشان، المشاركة في إدارة أعمال البنك بالصين.

قالت تشان في مقابلة مع تلفزيون “بلومبرغ” خلال قمة “الصين العالمية” التي ينظمها البنك في شنغهاي: “التطورات خلال الأشهر الاثني عشر الماضية كانت مشجعة للغاية بالتأكيد”. و”لقد شهدنا تعافياً واسع النطاق في السيولة وحجم التداولات”.

على مدى السنوات الماضية، أعاد البنك تشكيل قياداته وقلّص نطاق عملياته في الصين وهونغ كونغ، في ظل إدراكه أن التوسع كان يستغرق وقتاً أطول من المتوقع، رغم أن الرئيس التنفيذي جيمي ديمون أكد أنه لا يزال ملتزماً بالسوق.

تراجع تواجد مؤسسات “وول ستريت” في الصين

عموماً، خفّضت شركات “وول ستريت” تواجدها في السوق الصينية، حيث تراجع حجم انكشافها المشترك -بما يشمل الإقراض والتداول والاستثمار- بنحو الخُمس. لكن هناك الآن مؤشرات على تحسن الأعمال، مع ارتفاع عمليات بيع الأسهم في هونغ كونغ والبر الرئيسي للصين.

كما جدّد القادة الصينيون التزامهم بسياسة الانفتاح المالي، وأطلقوا حوافز لدعم الاقتصاد وإعادته إلى مسار النمو. وتعافت الأسواق أيضاً بعد أن توصلت بكين وواشنطن إلى هدنة مدتها 90 يوماً بشأن بعض أعلى الرسوم الجمركية المفروضة.

ارتفاع الطلب على الخدمات العابرة للحدود

قالت تشان إن البنك يشهد “زخماً قوياً للغاية”، وإن توجه الشركات الصينية المحلية نحو التوسع الخارجي والعولمة لا يزال مستمراً. وأضافت أن “الطلب على الخدمات العابرة للحدود للتعامل مع هذه البيئة المعقدة في تزايد مستمر”.

ضخ “جيه بي مورغان” موارد كبيرة لتعزيز أعماله في الصين، وهو البنك الوحيد من بين مؤسسات “وول ستريت” الذي تمكن من السيطرة الكاملة على أنشطة العقود المستقبلية، والأوراق المالية، وإدارة الأصول، في الصين خلال فترة قصيرة لم تتجاوز ثلاث سنوات.

تفاؤل واسع بآسيا وفرص واعدة في اليابان

كما أبدى البنك تفاؤله ببقية أنحاء آسيا. وقال سوريد لينارت، الرئيس التنفيذي لمنطقة آسيا والمحيط الهادئ لدى “جيه بي مورغان”، في مقابلة مع تلفزيون بلومبرغ من شنغهاي، إن البنك يتوقع نمواً في المنطقة يفوق المتوسط العالمي، مشيراً إلى وجود “فرص هائلة” في اليابان.

أما في الهند، فقال لينارت إن “القيادة الحالية تمنح المستثمرين الثقة بأنهم سيواصلون المسار ذاته”. وأضاف “ما زال الطريق طويلاً أمام الهند، إذ أن اقتصادها أصغر بكثير من اقتصاد الصين”. حققت عمليات “جيه بي مورغان” في منطقة آسيا والمحيط الهادئ إيرادات صافية قدرها 12 مليار دولار في العام الماضي، بزيادة نسبتها 13% مقارنة بعام 2023.

عيّن البنك كلًا من تشان وآلان هو -الذي يشغل أيضاً منصب المدير المالي لمنطقة آسيا والمحيط الهادئ- في أبريل من العام الماضي لسد الفراغ الذي خلفه مارك ليونغ بعد استقالته من منصب الرئيس التنفيذي لفرع الصين، بعد مسيرة دامت 25 عاماً داخل البنك.