ينذر اكتشاف حالة إصابة بإنفلونزا الطيور في البرازيل -أكبر مُصدر للدجاج في العالم- بصعوبة في الحصول على الدجاج في الأسواق الممتدة من الصين إلى أوروبا. مع اقتراب فصل الصيف في نصف الكرة الشمالي، تتصاعد التوقعات حول موسم الأعاصير، إلى جانب التنبؤات المتعلقة بالطلب على البنزين في الولايات المتحدة الأميركية. في الوقت نفسه، بدأت جمهورية الكونغو الديمقراطية بلعب دور في الحرب التجارية بين الصين والولايات المتحدة الأميركية.
نتابع أحدث تطورات أسواق السلع الأساسية العالمية من خلال استعراض 5 سلع مهمة تستحق الأخذ بعين الاعتبار مع بدء أسبوع التداول.
الدجاج
يشهد الطلب العالمي على الدجاج نمواً متزايداً، في ظل سعي المستهلكين إلى بدائل أرخص من لحوم الأبقار مرتفعة الثمن، إلا أنّ إمدادات الدجاج باتت مهددة بعد رصد حالة إصابة بإنفلونزا الطيور في مزرعة بالبرازيل. أدى هذا الاكتشاف إلى تعليق الشحنات إلى أبرز الأسواق المستوردة، في وقت تحاول فيه البرازيل، أكبر مُصدر للدجاج في العالم، احتواء انتشار السلالة المميتة “إتش 5 إن 1” (H5N1) . أسفرت هذه القيود عن إغلاق أسواق تمثل أكثر من 4 مليارات دولار من عائدات التصدير السنوية، أي ما يعادل 40% من الإجمالي، بحسب بيانات حكومية.
البنزين
تراجع الطلب على البنزين في الولايات المتحدة الأميركية إلى أدنى مستوياته الموسمية في 5 سنوات، بناء على متوسط 4 أسابيع، في انعكاس مفاجئ لاتجاهات سابقة شهدت ارتفاع الاستهلاك قبيل موسم قيادة السيارات الصيفي. ربما يبدد هذا التحول بعضاً من التفاؤل الذي كانت تراهن عليه شركات التكرير وتجارة الوقود خلال أشهر الصيف، ويجعل من الصعب تبني موقف متفائل تجاه وقود القيادة على الطرق.
الكوارث الطبيعية
يبدأ موسم الأعاصير في الولايات المتحدة الأميركية في الأول من يونيو المقبل، ويستمر لمدة 6 أشهر. تتوقع “هيئة الأرصاد الجوية الوطنية” (National Weather Service) أن يكون الموسم فوق المعدلات المعتادة، مع إمكانية حدوث ما بين 13 إلى 19 عاصفة تحمل مسمى معروفاً تبلغ سرعة رياحها 39 ميلاً في الساعة (63 كيلومتراً في الساعة) أو أكثر. بلغت تكلفة الكوارث الطبيعية حول العالم، بما في ذلك الزلازل، نحو 6.7 تريليون دولار منذ 1980، بينما لم يجر التأمين سوى على نحو ثلث تلك الخسائر، وفقاً لشركة “ميونيخ ري” (Munich Re)، أكبر شركة لإعادة التأمين في العالم.
وبعد تعديل الأرقام وفقاً للتضخم، ما يزال إعصار كاترينا لعام 2005 هو الكارثة الطبيعية الأعلى كلفة. في عام 2024، كانت أكثر من 90% من الخسائر العالمية البالغة 320 مليار دولار ناجمة عن عوامل مناخية، وفق الشركة ذاتها.
الكوبالت
تسعى جمهورية الكونغو الديمقراطية إلى استغلال الحرب التجارية بين الولايات المتحدة الأميركية والصين، عبر التقرب من إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب، ما يجعلها تراهن على خطوة محفوفة بالمخاطر. إذ تنتج البلاد نحو ثلاثة أرباع الإمدادات العالمية من معدن الكوبالت، الذي يُعد عنصراً حيوياً في صناعات البطاريات والدفاع والفضاء. غير أنّ هذا الإنجاز لم يكن ليتحقق لولا الاستثمارات الصينية، التي مكنت الكونغو من مضاعفة إنتاجها من النحاس 3 مرات، وزيادة إنتاج الكوبالت بنحو مشابه خلال العقد الماضي.
الطاقة النظيفة
يشكل مشروع قانون الضرائب والإنفاق الضخم الذي أقره مجلس النواب الأميركي “سيناريو كارثياً” بالنسبة لقطاع الطاقة النظيفة في الولايات المتحدة الأميركية، وفق تقديرات “بلومبرغ إن إي إف”. من المتوقع أن تنتهي صلاحية بعض الحوافز الرئيسية قبل الموعد المحدد لها بعدة سنوات، ما يفرض على العديد من المشاريع أن تبدأ أعمال البناء على الفور حتى تكون مؤهلة للاستفادة من الإعفاءات الضريبية. في المقابل، ستظل أسعار الوقود الأحفوري منخفضة لفترة أطول، ما يهدد مسار الانتقال نحو مصادر الطاقة الخالية من الانبعاثات الملوثة للبيئة.