مؤشرات وول ستريت تنخفض وسط ترقب لنتائج “إنفيديا” الحاسمة

أوقفت وول ستريت ارتفاعها قبيل إعلان نتائج شركة “إنفيديا كورب”، وهي آخر شركات “العظماء السبعة” التي تفصح عن أرباحها. كما قلصت سندات الخزانة الأميركية خسائرها عقب بيع قوي بقيمة 70 مليار دولار.

بعد موجة ارتفاع في الجلسة السابقة، تراجع مؤشر “إس آند بي 500″، وشهد هبوطاً حاداً إلى أدنى مستوياته خلال الجلسة عند الساعة 2:52 بعد الظهر بتوقيت نيويورك، قبل أن يقلص خسائره.

وأفادت صحيفة “فاينانشال تايمز” بأن إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب أبلغت الشركات الأميركية التي توفر برمجيات تُستخدم في تصميم أشباه الموصلات، بالتوقف عن البيع للصين، وهو ما دفع بأسهم “كادينس ديزاين سيستمز” و”سينوبسيس” إلى التراجع بأكثر من 9% لكل منهما، بينما ارتفعت “إنفيديا” بنحو 1%.

نتائج “إنفيديا”.. مؤشر حاسم لمسار السوق

قال جايمس ديميرت من شركة “مين ستريت ريسيرش” إن “تقرير أرباح إنفيديا يوم الأربعاء يُعد محورياً ليس فقط للشركة، بل لسوق الأسهم ككل، إذ يمكنه أن يُنعش تفاؤل المستثمرين عموماً، ويحول التركيز نحو قوة الذكاء الاصطناعي، بعيداً عن الأخبار القادمة من واشنطن بشأن الرسوم والضرائب”.

أما ستيف سوسنيك من شركة “إنترآكتيف بروكرز”، فقال: “لا أعتقد أن من المبالغة القول إن نتائج إنفيديا هي الأكثر أهمية في أي ربع سنوي”.

وأضاف: “ليس من قبيل الصدفة أن موجة السوق الصاعدة الأخيرة في أواخر عام 2022 بدأت بالتزامن تقريباً مع إطلاق تشات جي بي تي. ولم تجسّد أي شركة اندفاعة الذكاء الاصطناعي كما فعلت إنفيديا”.

وكما كان متوقعاً، عكست محاضر الاجتماع الأخير لمجلس الاحتياطي الفيدرالي الأميركي نهج التريث والترقب لدى صانعي السياسات.

تراجع “إس آند بي 500” بنسبة 0.6%، وانخفض مؤشر “ناسداك 100” بنسبة 0.5%، بينما خسر “مؤشر داو جونز الصناعي” 0.6%.

عوائد السندات ترتفع

في الوقت نفسه، ارتفع العائد على سندات الخزانة لأجل عشر سنوات بمقدار ثلاث نقاط أساس إلى 4.47%. وأضاف مؤشر الدولار 0.3%، كما ارتفع النفط مع تقييم المتعاملين للمخاطر المرتبطة بالإمدادات القادمة من إيران وروسيا.

وقال رايان غرابينسكي من “ستراتيغاس سيكيوريتيز”: “من الصعب تذكر وقت كان فيه هذا الكم من المستثمرين يركزون بهذا الشكل على نتائج شركة واحدة”. وأضاف: “ليس لدينا رؤية واضحة حول كيفية صدور نتائج إنفيديا نظراً لكثرة المتغيرات، لكن المؤكد أن الهجمات المستمرة من كل من أميركا والصين تجعل الشركة شديدة الحساسية لأي خبر”.

“إنفيديا” تستعيد مكاسبها السابقة

كانت “إنفيديا” وبقية شركات “العظماء السبعة” (أبل، إنفيديا، أمازون، ألفابت، ميتا، مايكروسوفت، تسلا) من بين أكبر الخاسرين في تراجع الشهر الماضي، الذي دفع بمؤشر “إس آند بي 500” إلى حافة سوق هابطة.

ومع ذلك، استعادت العديد من هذه الأسهم قسماً كبيراً من خسائرها بعد أن أوقف الرئيس ترمب مؤقتاً تطبيق أقسى الرسوم الجمركية، وأظهرت نتائج الأرباح أن الطلب لا يزال قوياً.

من جهة أخرى، فإن الصعود الكبير الذي سجلته أسهم شركة الرقائق منذ قاع أبريل لم يصاحبه حجم تداولات مرتفع، ما يشير إلى أن بعض المستثمرين ربما فاتهم الانضمام إلى الموجة.

ووفقاً لاستراتيجيي “بي بي في إيه”، فإن تقرير أرباح إيجابي من شأنه أن يصب في صالح الأسهم الأميركية، في وقت لا تزال نحو 7 تريليونات دولار مركونة في صناديق السيولة.

بروكسل وواشنطن تسابقان الزمن لإبرام اتفاق تجاري

كما تابع المتعاملون عن كثب آخر المستجدات بشأن مفاوضات التجارة العالمية. ويعتزم المفوض التجاري في الاتحاد الأوروبي ماروس شيفتشوفيتش التحدث يوم الخميس، إلى وزير التجارة الأميركي هوارد لوتنيك والممثل التجاري الأميركي جايمسون غرير، في مسعى لتسريع وتيرة المفاوضات والوصول إلى اتفاق قبل مهلة التاسع من يوليو.

وفي هذا السياق، رفض الرئيس ترمب المزاعم التي تقول إن وول ستريت تعتقد أنه لا ينوي فعلياً تنفيذ تهديداته القصوى بشأن الرسوم الجمركية، وقال الأربعاء إن تراجعه المتكرر ما هو إلا جهود استراتيجية لانتزاع تنازلات تجارية.