تراجعت الأسهم الصينية المتداولة في بورصة هونغ كونغ اليوم الإثنين، بعدما أثار تصاعد التوترات التجارية بين الولايات المتحدة الأميركية والصين حالة من القلق في الأسواق.
انخفض مؤشر “هانغ سنغ” للشركات الصينية بما يصل إلى 2.9%، مسجلاً أكبر تراجع له منذ أكثر من 6 أسابيع، بقيادة خسائر تكبدتها أسهم شركات التكنولوجيا والسيارات الكهربائية. جاء أداء المؤشر دون نظرائه في آسيا، إذ هبط مؤشر “إم إس سي آي” لدول آسيا والمحيط الهادئ 0.8%. يُذكر أن الأسواق المحلية في الصين مغلقة اليوم بسبب عطلة.
اتهامات متبادلة
تدهورت المفاوضات بين أكبر اقتصادين في العالم، بعد أن تبادل الطرفان الاتهامات بالتنصل من بنود الهدنة التجارية التي توصلا إليها الشهر الماضي. قال الرئيس الأميركي دونالد ترمب للصحفيين الجمعة الماضية إن الصين “انتهكت جزءاً كبيراً من الاتفاق” الذي تم التوصل إليه في جنيف، لكنه أعرب في الوقت نفسه عن ثقته بأن الحوار مع الرئيس الصيني شي جين بينغ قد يسهم في تخفيف التوترات.
أسهمت أيضاً خطط إدارة ترمب لتوسيع القيود المفروضة على قطاع التكنولوجيا في الصين -عبر سن لوائح جديدة تشمل الشركات التابعة لكيانات خاضعة للعقوبات الأميركية- إلى جانب فرض قيود على تأشيرات الطلاب الصينيين، في زيادة مخاوف المستثمرين.
وفي بيان صدر اليوم، دعت الحكومة الصينية الولايات المتحدة الأميركية إلى تصحيح الإجراءات “التمييزية” فوراً، والالتزام بالتفاهمات التي تم التوصل إليها في محادثات جنيف.
قال بيلي ليونغ، خبير استراتيجي في الاستثمار لدى “غلوبال إكس إي تي إف إس” (Global X ETFs) في سيدني، إن ضعف أداء الأسهم الصينية “يعكس تصاعد الضغوط والمخاوف مثل القيود الجديدة على الرقائق الإلكترونية”. تابع: “على المدى القريب، ربما تُبقي حالة عدم اليقين التجاري، وضعف سوق العقارات، والضغوط على السيولة في يونيو الجاري تدفقات المستثمرين الأجانب عند مستويات منخفضة”.
الاقتصاد الصيني
تواصلت مبيعات العقارات السكنية في الصين بالتراجع خلال مايو المنصرم، في إشارة إلى أن الركود العقاري ما يزال يشكل عبئاً على الاقتصاد الصيني الذي يواجه ضغوطاً من انكماش الأسعار والتوترات التجارية.
رغم موجة التراجع الأخيرة، ما تزال مؤشرات الأسهم الصينية في الأسواق الخارجية من بين الأفضل أداء على مستوى العالم منذ بداية العام الجاري، بدعم من آمال تحفيز داخلي إضافي، وتفاؤل مدفوع بالذكاء الاصطناعي، إثر الإنجاز الذي حققته شركة “ديب سيك” (DeepSeek) الناشئة. سجل كل من مؤشر “إتش إس سي إي آي” (HSCEI) ومؤشر “هانغ سنغ” ارتفاعاً بأكثر من 12% منذ بداية العام الحالي، ليتفوقا على مكاسب 6.7% حققها مؤشر “إم إس سي آي” لدول آسيا والمحيط الهادئ.
في الوقت نفسه، تُثير موجة من عمليات الإدراج التي تقوم بها شركات صينية في هونغ كونغ توقعات بأن تُسهم هذه الطروح في تعزيز صعود السوق الأوسع نطاقاً بوتيرة أكبر.