تراجع النشاط الصناعي في عدة دول آسيوية خلال شهر مايو، إذ تسببت الرسوم الجمركية الأميركية وحالة عدم اليقين التجاري في إضعاف الطلب.
في فيتنام، تراجعت طلبات التصدير الجديدة للشهر السابع على التوالي، فيما انخفضت تكاليف المدخلات لأول مرة منذ نحو عامين، حسب بيانات “ستاندرد آند بورز غلوبال” الصادرة يوم الإثنين.
في تايوان، انخفض الإنتاج ومبيعات التصدير الجديدة للشهر الثاني على التوالي، وسجلت إندونيسيا أكبر تراجع في الطلبات الجديدة منذ أغسطس 2021، كما شهدت المصانع الكورية الجنوبية أكبر انخفاض في الإنتاج منذ نحو ثلاث سنوات.
سجلت فيتنام وإندونيسيا وتايوان واليابان وكوريا الجنوبية انكماشاً في النشاط العام، مع بقاء مؤشر مديري المشتريات دون مستوى 50 نقطة الذي يفصل بين النمو والانكماش. أما في الفلبين، فقد استمر النمو لكن بوتيرة أبطأ.
تعكس هذه الأرقام حالة الضبابية المستمرة في ظل حملة الرسوم الجمركية التي يقودها الرئيس دونالد ترمب، والطبيعة المتقلبة للسياسات التجارية الأميركية.
تصعيد التوترات بين واشنطن وبكين
صعّد ترمب التوترات في نهاية الأسبوع الماضي، متعهداً بمضاعفة الرسوم الجمركية على الصلب والألمنيوم، واتهم الصين بانتهاك اتفاق يقضي بخفض الرسوم. وردّت الصين، يوم الإثنين، برفض تصريحات ترمب واتهام الولايات المتحدة بفرض قيود تمييزية جديدة.
قال محافظ بنك كوريا، ري تشانغ-يونغ، إن نتائج المفاوضات التجارية بين الولايات المتحدة والصين سيكون لها تأثير على جميع اقتصادات آسيا، مشيراً إلى أن هذه الأهمية تتعدى العلاقات الثنائية بين الطرفين. وأضاف المحافظ يوم الإثنين: “عندما نقيس فعلياً تأثير الرسوم الجمركية الأميركية علينا، فإن التأثير غير المباشر عبر الصين يُعد بالغ الأهمية لأننا مرتبطون بها بشدة من خلال سلاسل التوريد”.
الغموض القانوني لرسوم “يوم التحرير”
تظلّ رسوم “يوم التحرير” التي فرضها ترمب تتسم بحالة غموض قانوني، بعد أن رفضتها محكمة أميركية ثم نجحت الإدارة في استئناف القرار. وفي حال تطبيقها، سترتفع الرسوم الأميركية الشهر المقبل إلى أعلى مستوى لها خلال قرن. وأشار مصنعون في آسيا إلى أن هذا التذبذب في السياسات أدى إلى تراجع الطلب حالياً، وقد يؤثر سلباً عليه مستقبلاً.
ذكرت “ستاندرد آند بورز غلوبال” أن “ضعف الطلب وتزايد تردد العملاء في الالتزام بأعمال جديدة بسبب الرسوم الجمركية الأميركية” أثّر سلباً على المبيعات في تايوان، مما دفع الشركات إلى خفض التوظيف والمشتريات. وأشارت الشركات في أنحاء المنطقة إلى أن انخفاض الطلب يمتد عبر سلاسل التوريد ويؤثر مباشرة على خطوط الإنتاج.
زيادة الصادرات والشحن قبيل تعليق الرسوم
تأتي بيانات مايو بعد شهر شهدت فيه المنطقة ارتفاعاً كبيراً في الصادرات وحركة الشحن، حيث قامت الشركات الأميركية بشحن البضائع مسبقاً خلال فترة تعليق الرسوم البالغة 90 يوماً التي أعلنها ترمب. لكن انكمشت صادرات كوريا الجنوبية في مايو، مع انخفاض الشحنات المتجهة إلى الولايات المتحدة بنسبة 8.1%، وفقاً لبيانات صادرة يوم الأحد عن مصلحة الجمارك.
تأثير إيجابي لتعليق رسوم ترمب
مستقبلاً، هناك مؤشرات أولية تشير إلى أن تعليق ترمب للرسوم بهدف إتاحة المجال أمام المفاوضات والاتفاقات المبدئية مع المملكة المتحدة والصين، قد يسهم في تحسن النشاط الاقتصادي. في فيتنام، وهي منتج رئيسي للملابس والأحذية ومكونات الهواتف الذكية، أفادت الشركات أن الاستقرار الجمركي ساعد في تحسين الإنتاج وزيادة التفاؤل بالمستقبل.