عاد الرئيس دونالد ترمب لانتقاد رئيس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول مجدداً، اليوم الأربعاء، بعد صدور بيانات وظائف القطاع الخاص الأميركي لشهر مايو.
وصف ترمب رئيس الاحتياطي الفيدرالي بـ”المتأخر جداً” مطالباً إياه بخفض أسعار الفائدة “الآن”، مستشهداً بأن البنك المركزي الأوروبي قلص أسعار الفائدة 9 مرات.
التوظيف ينمو بأبطأ معدلاته منذ عامين
أظهرت البيانات الصادرة اليوم نمو التوظيف بالقطاع الخاص بأبطأ معدلاته منذ عامين تقريباً. إذ كشفت الأرقام عن ارتفاع كشوف أجور موظفي القطاع الخاص بمقدار 37 ألف وظيفة فقط الشهر الماضي، مقارنة بـ60 ألف وظيفة في أبريل، وفقاً لـ”ADP”، منخفضة عن جميع التقديرات في استطلاع بلومبرغ للاقتصاديين. وتجدر الإشارة إلى أن التوقعات كانت رجحت بلوغها 110,000 وظيفة.
قالت نيللا ريتشاردسون، كبيرة الاقتصاديين في “ADP”، في بيان يوم الأربعاء: “بعد تسجيلها بداية قوية لهذا العام، بدأت عمليات التوظيف تفقد زخمها”.
تشير الأرقام إلى أن قرارات التوظيف في الشركات تضررت جراء القلق الشديد خلال الشهرين الماضيين إزاء السياسات الاقتصادية المتغيرة للرئيس دونالد ترمب حيال الرسوم الجمركية. فقد تباطأ التوظيف، وأصبح العاطلون عن العمل يستغرقون وقتاً أطول للعثور على وظيفة جديدة. ويتوقع الاقتصاديون أن تُظهر سوق العمل المزيد من علامات التباطؤ في الأشهر المقبلة.
كما تترقب الأسواق ورود بيانات التوظيف الحكومية لشهر مايو يوم الجمعة والتي يُرجح أن تكشف عن تباطؤ وتيرة نمو الوظائف غير الزراعية مقارنة بالشهر الأسبق.
انتقادات ترمب لرئيس الفيدرالي الأميركي تأتي بعد أسبوع من لقائهما بالبيت الأبيض في أول اجتماع مباشر بينهما منذ تنصيب الرئيس. وقال ترمب لباول حينها إنه يعتقد أن رئيس الاحتياطي الفيدرالي يرتكب خطأ بعدم خفض الفائدة، حسبما قالت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارولين ليفيت في إفادة صحفية.
بنك الاحتياطي الفيدرالي كشف في بيان صدر في وقت سابق من يوم لقائهما أن ترمب وباول التقيا في البيت الأبيض بدعوة من الرئيس. وناقشا التطورات الاقتصادية، بما في ذلك النمو والتوظيف والتضخم.
الفيدرالي الأميركي يتبع نهج الترقب والانتظار
أبقى باول ومسؤولو الاحتياطي الفيدرالي أسعار الفائدة دون تغيير هذا العام، وأشاروا إلى أن اتباع نهج متأنٍّ حيال السياسات النقدية مناسب في ظل حالة عدم اليقين الاقتصادي الناجمة عن استخدام ترمب للرسوم الجمركية بشكل متغير. ويتوقع صانعو السياسات النقدية في الاحتياطي الفيدرالي أن تؤثر الرسوم الجمركية المعلنة سلباً على النمو الاقتصادي وأن تفرض ضغوطاً تصاعدية على التضخم.
نهج الترقب والانتظار الذي يتبعه الاحتياطي الفيدرالي أثار غضب ترمب، الذي دعا في أكثر من مناسبة إلى خفض الفائدة وانتقد قيادة باول للبنك المركزي. وقال ترمب إن باول غالباً ما يتأخر كثيراً حيال تعديل السياسة النقدية، ووصف رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي بأنه “خاسر كبير”، من بين انتقادات أخرى.
من جانبه، أكد باول مراراً أن مسؤولي الاحتياطي الفيدرالي يضعون سياساتهم بناءً على تقديرهم لما فيه مصلحة الاقتصاد. أكد رئيس الاحتياطي الفيدرالي مراراً على أن مسؤولي السياسة النقدية ليسوا في حاجة للاستعجال في تعديل أسعار الفائدة، مؤكداً -خلال مؤتمر صحفي بعد قرار الفائدة الأخير للبنك المركزي الأميركي الشهر الماضي- أن “تكلفة الانتظار منخفضة نسبياً”، خاصة أن “الاقتصاد صامد”.
باول لفت إلى أن خطوة البنك المركزي جاءت على خلفية ارتفاع المخاطر المحيطة بالتضخم. وأشار إلى أن البنك المركزي “في وضع جيد للتصدي لهذه التطورات الاقتصادية”، مؤكداً أن الفيدرالي في موقع يسمح له بالانتظار لحين اتضاح الأمور قبل إجراء أي تعديل في السياسة النقدية.