دفع انتعاش الأسهم الأميركية المؤشرات الرئيسية إلى شفا مستويات قياسية، وسط ترقب بيانات اقتصادية جديدة وتطورات في السياسات التجارية والمالية التي ستختبر ما إذا كانت الأسهم ستحصل على دفعة إضافية نحو الارتفاع في المدى القريب.
يُعدُّ تقرير التضخّم الشهري في الولايات المتحدة الحدث الأبرز للأسواق خلال الأسبوع المقبل.
تعافت الأسهم من هبوط حاد شهده أبريل نيسان، نجم عن المخاوف من تداعيات اقتصادية لخطة الرئيس دونالد ترامب بشأن التعرفات الجمركية. وأنهت الأسهم الأسبوع على ارتفاع، حيث أغلق مؤشر ستاندرد آند بورز 500 يوم الجمعة لأول مرة منذ أواخر فبراير شباط فوق مستوى 6000 نقطة، مدعوماً بتقرير الوظائف الشهري في الولايات المتحدة الذي هدأ المخاوف بشأن الاقتصاد.
وأنهى مؤشر ستاندرد آند بورز 500 القياسي جلسة يوم الجمعة منخفضاً بنسبة 2.3% عن أعلى إغلاق قياسي له في فبراير شباط، بحسب رويترز.
وقال جيم بيرد، المدير التنفيذي للاستثمارات في شركة بلانتي موران للاستشارات المالية: «لا زلت أصف الوضع بأنه يتسم بالحذر في السوق». وأضاف: «رغم التعافي من أدنى المستويات، لا أزال أعتقد أن السوق يبحث عن مزيد من الوضوح».
وتنبع بعض حالة عدم اليقين من كيفية تحمل الاقتصاد الأميركي لتغيرات المشهد التجاري. فقد خفّف ترامب من بعض أشد التعرفات الجمركية منذ إعلان «يوم التحرير» في الثاني من أبريل نيسان، الذي تسبب في انهيار الأسهم، لكن المستثمرين ينتظرون لمعرفة كيف قد تؤثر الرسوم الجمركية الأخرى على الاقتصاد.
تأثير التعرفات الجمركية على التضخم
من المتوقع أن يُلقي تقرير مؤشر أسعار المستهلك لشهر مايو أيار، المقرر صدوره يوم الأربعاء، الضوء على تأثير التعرفات الجمركية في وقت يحرص فيه المستثمرون على تجنّب أي ارتفاعات مفاجئة في التضخم.
قال بيرد: «المستهلكون يشعرون بتأثير ارتفاع الأسعار، وإذا دلت المؤشرات على أن التضخم على المدى القريب قد يعاود التسارع، فسوف يضع ذلك ضغوطاً إضافية على الإنفاق غير الضروري، وقد يؤدي في النهاية إلى تباطؤ أكثر وضوحاً في النمو».
وسيكون تقرير مؤشر أسعار المستهلك واحداً من آخر البيانات الرئيسية قبل اجتماع الفدرالي المقرر في 17-18 يونيو حزيران.
ومن المتوقع على نطاق واسع أن يحافظ البنك المركزي الأميركي على معدلات الفائدة دون تغيير في ذلك الاجتماع، لكن المتعاملين يراهنون على خفضين بمقدار 25 نقطة أساس لكل منهما بحلول نهاية العام.
قال جاي وودز، كبير الاستراتيجيين العالميين في شركة فريدم كابيتال ماركتس: «إذا جاءت بيانات التضخم مخالفة للمخاوف القائمة حول التعرفات الجمركية وكانت أقل من المتوقع، فقد يكون ذلك حافزاً على الأقل لاختبار تلك المستويات القياسية القديمة».