أسهم آسيا تتراجع بعد تلويح ترمب بفرض الرسوم المتبادلة قريباً

.أسواق السندات تواصل الارتفاع

تراجعت الأسهم في هونغ كونغ والبرّ الصيني عند الافتتاح. وواصلت سندات الخزانة الأميركية مكاسبها لليوم الرابع على التوالي، بعد صدور بيانات تضخم إيجابية، ونجاح مزاد لسندات لأجل عشر سنوات، وهو أطول مسار صعود منذ نهاية أبريل. وتتركز أنظار المستثمرين في سوق السندات الآن على مزاد سندات لأجل 30 عاماً يوم الخميس.

جاء التهديد الأخير بفرض الرسوم الجمركية بعد يوم واحد من محادثات أميركية-صينية سادها طابع إيجابي، في محاولة لخفض التوترات.

وبينما تجري الولايات المتحدة محادثات مع دول مثل الهند واليابان لخفض الرسوم، يرى بعض المستثمرين أن تصريحات ترمب تهدف إلى زيادة الضغط العاجل في المفاوضات. ومن غير الواضح ما إذا كان ترمب سيمضي قدماً في تعهده، إذ سبق أن حدد مثل هذه المهل لتنفيذ إجراءات، لكنها غالباً ما جاءت لاحقاً أو لم تُنفذ.

قال رودريغو كاتريل، كبير استراتيجيي العملات الأجنبية في “ناشونال أستراليا بنك” إن “المنطق السليم يشير إلى أن هذه مجرد استراتيجية أخرى من ترمب لزيادة الضغط في المفاوضات التجارية.” وأضاف: “ترمب يريد صفقات تجارية، ويريدها في أقرب وقت ممكن”.

أسواق الأسهم العالمية تتماسك

استقرت الأسهم خلال الأسابيع الأخيرة، وارتفع مؤشر “إم إس سي آي” (MSCI) لجميع دول العالم ليسجل مستوى قياسياً جديداً يوم الخميس، بعدما تعافى من أدنى مستوياته في أبريل، حين أعلن ترمب عن أعلى رسوم جمركية في الولايات المتحدة منذ قرن، في محاولة لإعادة صياغة التجارة العالمية.

قال ترمب: “سنرسل الرسائل خلال أسبوع ونصف أو أسبوعين إلى الدول، ونخبرها بماهية الاتفاق”، مضيفاً: “في مرحلة معينة، سنرسل ببساطة الرسائل، وأعتقد أنكم تفهمون ذلك: هذا هو الاتفاق، يمكنكم قبوله أو رفضه”.

تأثير فوري على العملات والذهب

أدت تصريحات ترمب إلى ارتفاع كل من اليورو والين والفرنك السويسري مقابل الدولار. وتراجع مؤشر بلومبرغ للدولار الفوري بنسبة 0.3%، بعد هبوط مماثل يوم الأربعاء.

في وقت سابق، قال ترمب إن إطاراً تجارياً مع الصين قد اكتمل، مع تعهّد بكين بتوريد المعادن الأرضية النادرة والمغناطيسات بشكل فوري، مقابل سماح الولايات المتحدة للطلاب الصينيين بالدراسة في الجامعات والكليات الأميركية. وأكد أن الولايات المتحدة والصين ستُبقيان الرسوم الجمركية عند مستوياتها الحالية، عقب اتفاق البلدين هذا الأسبوع في لندن.

وأشار نيك تويدال، كبير المحللين في “إيه تي غلوبال ماركتس” أستراليا إلى أن “حالة عدم اليقين لا تساعد. والتصريحات الأخيرة لترمب زادت من غموض السوق بدلاً من توفير وضوح كنا نأمله”.

توترات الشرق الأوسط تدعم أسعار النفط

في وقت سابق من يوم الخميس، ارتفع خام “غرب تكساس” الوسيط بنسبة وصلت إلى 1.7% متجاوزاً 69 دولاراً للبرميل، بعدما سجل أعلى مكاسب يومية منذ أكتوبر في الجلسة السابقة.

واشتدّت التوترات في الشرق الأوسط مع تهديد إيران بضرب قواعد أميركية في المنطقة إذا انهارت المحادثات بشأن برنامجها النووي وتعرضت لهجوم.

وقد أمرت الولايات المتحدة بعض الموظفين بمغادرة سفارتها في بغداد، وسمحت لعائلات العسكريين الأميركيين بمغادرة الشرق الأوسط. في الوقت نفسه، حذّرت البحرية البريطانية من أن ارتفاع التوترات قد يؤثر على حركة الشحن في المنطقة.

“سيزن” الصينية للتطوير العقاري تطلق أول سندات دولارية

في تطور منفصل، بدأت مجموعة “سيزن غروب ليمتد”، وهي واحدة من قلائل مطوري العقارات الصينيين المملوكين للقطاع الخاص الذين لم يتخلفوا عن السداد، تسويق إصدار لسندات دولارية سيكون الأول من نوعه منذ أكثر من عامين.

في الأثناء، عززت بيانات التضخم الأميركي الأضعف من المتوقع في مايو، الرأي القائل إن الشركات لا تزال تحجم عن تمرير التكاليف الأعلى الناجمة عن الرسوم الجمركية إلى المستهلكين، مما يدعم التوقعات بخفض أسعار الفائدة من جانب الاحتياطي الفيدرالي، ويدفع السندات إلى الارتفاع.

تُضاف سلسلة قراءات التضخم دون التوقعات إلى أدلة تشير إلى أن المستهلكين لم يشعروا بعد بأثر الرسوم الجمركية، ربما لأن أكثر الرسوم قسوة جرى تعليقها مؤقتاً، أو لأن الشركات امتصت التكاليف الإضافية أو زادت المخزون. ومع ذلك، إذا تم تطبيق الرسوم الأعلى، سيصبح من الصعب حماية المستهلكين من هذه التكاليف.

وأظهرت تعاملات أسواق المال توقعات بنحو خفضين للفائدة من جانب الاحتياطي الفيدرالي بحلول نهاية 2025، فيما رفع المتداولون رهاناتهم على خفض محتمل في سبتمبر إلى نحو 75%.