سهم “إنفيديا” يصل إلى مستوى قياسي بدعم الإنفاق على الذكاء الاصطناعي

ارتفعت أسهم شركة “إنفيديا” (Nvidia) إلى أعلى مستوى لها على الإطلاق يوم الأربعاء، حيث واصلت الشركة الرائدة في مجال رقائق الذكاء الاصطناعي تقدمها لتعزز مكانتها كواحدة من أكثر الشركات قيمةً في العالم.

صعد سعر سهم الشركة بنسبة 3.8% ليصل إلى 153.49 دولار، متجاوزاً أعلى مستوى يومي له على الإطلاق والذي سجله في يناير. يُعد هذا الرقم القياسي أحدث إنجاز للسهم، الذي ارتفع بمقدار 63 دولاراً عن أدنى مستوى له في أبريل، في زيادة أضافت أكثر من 1.4 تريليون دولار للقيمة السوقية للشركة.

كانت نتائج الأرباح الأخيرة لشركة “إنفيديا” أحدث محفزات الصعود، حيث أظهر التقرير نمواً قوياً وأشار إلى مزيد من القوة في المستقبل على الرغم من تأثير القيود المفروضة على مبيعات أشباه الموصلات المتقدمة في الصين.

ارتفاع مدعوم بتطوير البنية التحتية للذكاء الاصطناعي

كما أكدت بيانات “مايكروسوفت”، و”ميتا بلاتفورمز”، و”ألفابت”، و”أمازون” -التي تشكل مجتمعةً أكثر من 40% من إيرادات “إنفيديا”، وفقاً لبيانات سلسلة التوريد التي جمعتها بلومبرغ- استمرار أكبر عملاء الشركة في الإنفاق بكثافة على بناء بنيتهم ​​التحتية للذكاء الاصطناعي.

قال مايكل سميث، مدير المحافظ المشارك في شركة “أولسبرينغ جلوبال للاستثمارات” (Allspring Global Investments): “ثقتي بنمو إنفيديا أعلى مما كانت عليه قبل شهرين، ويبدو أن سباق التسلح بالذكاء الاصطناعي سيستمر حتى عام 2025، وربما حتى 2026”. وأضاف: “لقد انتعش الزخم بوضوح، واتسع نطاق نفوذ إنفيديا وتعمق، مما يعني أن مكانتها زادت أكثر”.

لم تكن شركة “إنفيديا” معروفةً قبل بضع سنوات، لكنها برزت كعلامة تجارية معروفة، وربما أهم سهم في “وول ستريت”، بعد أن أصبحت رمزاً لكل ما يتعلق بالذكاء الاصطناعي. يأتي ارتفاع أسهمها بأكثر من 14% هذا العام بعد ارتفاع تجاوز 170% في 2024، والذي جاء في أعقاب ارتفاعها بنسبة تقارب 240% في عام 2023.

المحللون يوصون بشراء سهم “إنفيديا”

حتى مع هذه القوة، لا تزال الشركة تُعتبر جذابةً مقارنةً بتاريخها، وذلك وفقاً لبعض مقاييس التقييم. تُتداول أسهم إنفيديا عند 31 ضعفاً من الأرباح المتوقعة لـ12 شهراً، وهو أقل من متوسطها لعشر سنوات، ولا يبعد كثيراً عن مضاعف مؤشر “ناسداك 100” البالغ 27 مرة، على الرغم من تقديرات وول ستريت التي تُشير إلى نمو أسرع في إنفيديا مقارنةً بسوق التكنولوجيا الأوسع. يبلغ مُعدل “PEG” للسهم -وهو مقياس للتقييم نسبةً إلى النمو- حوالي 0.9 مرة، وهو الأدنى على الإطلاق بين الشركات السبع الكبرى.

الجمع بين النمو المرتفع ومضاعف معقول هو سبب رئيسي لاستمرار تفاؤل وول ستريت بشأن آفاقها. يُوصي ما يقرب من 90% من المحللين الذين تتابعهم بلومبرغ بشراء السهم، في حين أن تداوله أقل بنسبة 13% من متوسط ​​السعر المستهدف للمحللين، مما يُشير إلى أن الكثيرين يتوقعون استمرار الزخم.

رغم كل ذلك، لا تزال ملكية شركة “إنفيديا” أقل من ملكية نظرائها من شركات التكنولوجيا الكبرى، مما يُشير إلى إمكانية زيادة عمليات الشراء في الأسابيع القادمة. وفقاً لبيانات “بنك أوف أميركا”. تمتلك صناديق الاستثمار طويل الأجل 74% من أسهم إنفيديا، مما يضعها خلف “أمازون” و”أبل” و”مايكروسوفت”، التي تُعتبر الأكثر ملكية بنسبة 91%.

قال سميث: “أنا متفائل بشأن هذا العام والعام المقبل، ولكن كغيرنا، لا نعلم ما سيحدث بعد ذلك”. وأضاف موضحاً: “لا يبدو سعر السهم مرتفعاً، ولكن قد يكون هناك حدٌّ لفرص النمو في إحدى أكبر الشركات في العالم. في نهاية المطاف، سيعتمد نمو إنفيديا على المدة التي يزيد فيها عملاؤها استثماراتهم في الذكاء الاصطناعي. فإذا أبطأوا إنفاقهم، فلن يستغرق الأمر وقتاً طويلاً لرؤية تحول كبير في التقلبات”.