سجّلت أرباح الشركات الصناعية في الصين تراجعًا حادًا بنسبة 9.1% في مايو مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي، في أكبر هبوط شهري منذ أكتوبر 2024، حين انخفضت الأرباح بنسبة 10%. ويأتي ذلك رغم حزم التحفيز الحكومية، ما يعكس محدودية تأثيرها في دعم ربحية الشركات.
وقالت الهيئة الوطنية للإحصاء إن انخفاض الطلب المحلي وتراجع أسعار المنتجات الصناعية شكّلا السبب الرئيسي لهذا التراجع، مشيرة إلى أن الأرباح التراكمية للشركات الصناعية الكبرى انخفضت بنسبة 1.1% خلال الأشهر الخمسة الأولى من 2025 مقارنة بالعام السابق.
قطاعات رئيسية تحت الضغط
تراجعت أرباح قطاع التعدين بنسبة كبيرة بلغت 29%
قطاع تصنيع السيارات سجّل انخفاضًا بنسبة 11.9%
الشركات المملوكة للدولة انخفضت أرباحها بنسبة 7.4%
بينما سجّلت الشركات غير الحكومية تراجعًا أقل عند 1.5%
في المقابل، حققت الشركات الصناعية الأجنبية، بما في ذلك القادمة من هونغ كونغ وماكاو وتايوان، زيادة طفيفة بنسبة 0.3% في الأرباح خلال نفس الفترة.
الاستهلاك يرتفع.. لكن الأسعار تضغط على الهوامش
رغم تسجيل مبيعات التجزئة في مايو أسرع وتيرة نمو منذ أواخر 2023 بارتفاع بلغ 6.4%، مدعومًا بالإعانات الحكومية، لم ينعكس ذلك على الأرباح الصناعية بسبب انخفاض مستويات الأسعار.
وقال ألفريدو مونتوفار-هيلو من مركز “ذا كونفرنس بورد” إن التحسن في حركة الزبائن بالمحال والمطاعم لم يواكبه نمو في الأرباح بسبب تراجع الأسعار وكثافة العروض الترويجية، فيما أشار إلى أن حرب الأسعار المتصاعدة بين الشركات تُضعف هوامش الربح بشكل كبير.
لا تحفيز إضافي في الأفق القريب
ورغم هذه التراجعات، يرى اقتصاديون أن الحكومة الصينية قد تتريّث في إطلاق حزم تحفيزية جديدة، في ظل الأداء القوي لعدد من المؤشرات الاقتصادية. وقال تيانشن شو، كبير الاقتصاديين في “إيكونوميست إنتليجنس يونت”، إن تراجع الأرباح الصناعية قد لا يكون كافيًا لدفع بكين نحو تدخل جديد، مشيرًا إلى أن “الأسوأ قد يكون خلفنا” بالنسبة لهوامش الربح.
النمو الاقتصادي يتجاوز التوقعات.. لكن الحذر قائم
من جانبه، توقع روبين شينغ، كبير اقتصاديي الصين في “مورغان ستانلي”، أن يسجّل الناتج المحلي الإجمالي نموًا بنسبة 5.2% في النصف الأول من العام، متجاوزًا هدف الحكومة البالغ 5%. ما قد يقلل من الضغوط على السلطات لزيادة التحفيز خلال اجتماع المكتب السياسي في يوليو المقبل.
وفي السياق ذاته، أشار نيو وانغ من “إيفركور ISI” إلى أن إجراءات التحفيز الإضافية غير مضمونة، مؤكدًا أن القرار النهائي سيتأثر بنتائج المحادثات التجارية مع الولايات المتحدة، خاصة بعد “اتفاق إطار” جديد لتنفيذ اتفاق جنيف.
صادرات الصين تصمد.. وأميركا تستثنى
ورغم السياسة التجارية الأميركية المتقلبة، ارتفعت صادرات الصين بنسبة 4.8% في مايو، بدعم من أسواق جنوب شرق آسيا والاتحاد الأوروبي، فيما تراجعت الشحنات المتجهة إلى الولايات المتحدة بنسبة كبيرة بلغت 34.5%.
ويتوقع “سيتي بنك” أن تنمو صادرات الصين بنسبة 2.3% للعام الجاري، مع تراجع متوقع بنسبة 10% في الصادرات الموجهة إلى السوق الأميركية.