خبير صفقات أميركي: تحولات الشرق الأوسط وإيران فرصة لا تتكرر

قال كين مواليس، الخبير المصرفي المحنك في وول ستريت إن العالم مقبل على عصر ذهبي من الازدهار، متجاهلاً حالة عدم اليقين المرتبطة بالرسوم الجمركية والحروب الدائرة في الشرق الأوسط.

أضاف مواليس في مقابلة مع تلفزيون بلومبرغ أمس: “العالم يتحسن كل يوم”، مشيراً إلى ارتفاع الإنفاق الحكومي في أوروبا، وتزايد الفرص الاستثمارية في المملكة المتحدة، وحتى إمكانية الانفتاح على إيران. وتابع قائلاً: “إذا ركزت نظرك على المدى الطويل، فأنا متفائل جداً. المشكلة حالياً أن المتشائمين هم من يتصدرون المشهد، والجميع يحاول تسليط الضوء على كل ما يمكن أن يسير في الاتجاه الخاطئ”.

أعلن مؤسس بنك الاستثمار “مواليس آند كو” في وقت سابق من الشهر الجاري عن عزمه التنحي عن منصبه كرئيس تنفيذي اعتباراً من شهر أكتوبر المقبل، بعد أن أسس الشركة التي تتخذ من نيويورك مقراً لها في عام 2007، عقب مسيرة مهنية قضاها في مؤسسات مثل “دريكسل” (Drexel) و”دونالدسون” (Donaldson)، و”لافكين أند جينريت” (Lufkin & Jenrette) وبنك “يو بي إس غروب”. وسيتولى الرئيس المشارك للشركة نويد محمود زادهكان منصب الرئيس التنفيذي، كما سينضم إلى مجلس إدارة البنك.

نجاح في الخليج

يُعرف مواليس بامتلاكه شبكة علاقات واسعة تُعدُّ من بين الأفضل في وول ستريت، وحقق أحد أكثر رهاناته نجاحاً في منطقة الخليج، من خلال حضوره الدائم في المنطقة، ودعمه الواضح لموقف السعودية بعد مقتل الصحفي جمال خاشقجي في 2018 -بخلاف شركات منافسة- الأمر الذي ساهم بترسيخ موقعه كمستشار مفضل لدى حكومات وشركات المنطقة.

تعيش المنطقة حالياً في حالة ترقب وسط وقف إطلاق نار هش بين إسرائيل وإيران. وتذبذبت أسعار النفط بشكل حاد على وقع النزاع، إذ ارتفعت من أدنى مستوى لها منذ بداية العام في مايو، قبل أن تعاود الانخفاض خلال الأيام الأخيرة. وقال الرئيس الأميركي دونالد ترمب بوقت سابق من اليوم إن إيران قد تتمكن من بيع النفط إلى الصين، رغم أنها تخضع منذ سنوات لعقوبات دولية.

وصف مواليس حالة الاضطراب في المنطقة بأنها “فرصة لأحد أكثر التحولات تفاؤلاً التي نشهدها منذ وقت طويل”. وأشار إلى فرص واعدة مثل الأثر المحتمل لتحرير احتياطيات النفط الإيراني وفتح سوق العمل في البلاد في حال تم رفع العقوبات.

وأضاف مواليس: “الجميع يتحدث عن احتمال انهيار السلام، لكن لم أسمع أحداً يتساءل: ماذا لو دخل 90 مليون إيراني متعلم وطموح إلى السوق؟”.

فرص في أوروبا

أعرب مواليس عن تفاؤله الكبير بأوروبا أيضاً، حيث توقع أن تشهد نمواً اقتصادياً متسارعاً مدفوعاً بزيادة الإنفاق الحكومي. ورأى أن القارة مقبلة على “فترة رائعة تمتد لخمس سنوات”، في سياق تفاعلها مع إعادة انتخاب ترمب.

وأضاف: “ربما تسبب الاستفزاز الناجم عن إعادة انتخاب ترمب في دفع بعض الأمور في أوروبا إلى التسارع نحو النمو مثل تراجع القوانين التنظيمية، وانخفاض أسعار الطاقة، وحدوث نمو أوروبي. إذا توقفت عن التركيز على التحذيرات اليومية وابتعدت عن حسابك على منصة “تويتر” (“إكس” حالياً)، فسترى أن هذا العام سيكون جيداً”.

أما في لندن، فقال مواليس إن شركته قد تزيد من التوظيف بنسبة تصل إلى 50% خلال السنوات القليلة المقبلة. وأضاف أن المملكة المتحدة كانت “متراجعة للغاية”، لكن أصولها في الوقت نفسه مقومة بـ”أقل من قيمتها الحقيقية”.