رئيس الفدرالي الأميركي: كنا سنخفّض الفائدة لولا خطة الرسوم الجمركية التي أطلقها ترامب

قال رئيس الفدرالي الأميركي، جيروم باول، يوم الثلاثاء، إن الفدرالي كان سيتجه إلى سياسة نقدية أكثر تيسيراً لولا خطة الرسوم الجمركية التي أعلنها الرئيس دونالد ترامب في وقت سابق من هذا العام، والتي أثّرت بشكل مباشر على توقعات التضخم.

وفي معرض مشاركته في جلسة نقاش خلال منتدى البنك المركزي الأوروبي في مدينة سينترا البرتغالية، سُئل باول عمّا إذا كان الفدرالي قد خفّض معدلات الفائدة لولا إعلان خطة ترامب لفرض رسوم على عدد من الشركاء التجاريين. فأجاب: «أعتقد أن هذا صحيح».

وأضاف: «في الواقع، توقفنا عن خفض الفائدة عندما رأينا حجم الرسوم الجمركية، وكل توقعات التضخم في الولايات المتحدة ارتفعت بشكل ملموس نتيجة لتلك الرسوم».

الفدرالي في وضع الترقب.. والبيت الأبيض يضغط

تأتي تصريحات باول في وقت يواصل فيه الفدرالي التمسّك بموقفه الحذر حيال خفض معدلات الفائدة، رغم تصاعد الضغط من جانب البيت الأبيض، لا سيّما من الرئيس ترامب الذي انتقد مراراً أداء باول وسياسة الفدرالي.

وكان البنك قد أعلن الشهر الماضي الإبقاء على معدلات الفائدة دون تغيير، عند نطاق يتراوح بين 4.25% و4.5%، وهو المستوى الذي ظل ثابتاً منذ ديسمبر كانون الأول 2024.

وتُظهر التقديرات الرسمية التي يُصدرها «لجنة السوق المفتوحة الفدرالية» أن البنك قد يُقدم على خفضين للفائدة بحلول نهاية عام 2025، إلا أن باول شدد في مؤتمره الصحفي الأخير على أن الفدرالي «في موقع جيد يسمح له بالانتظار والترقب».

وعندما سُئل يوم الثلاثاء عمّا إذا كان خفض الفائدة في يوليو تموز سيكون سابقاً لأوانه، أجاب: «لا يمكنني قول ذلك حقاً… الأمر سيتوقف على البيانات».

وأضاف باول: «نحن نتحرك اجتماعاً بعد اجتماع. لا أستبعد أي خيار، كما لا أضعه على الطاولة بشكل مسبق. كل شيء رهن بتطور البيانات».

ترامب يصعّد الهجوم… والرسوم تربك السياسة النقدية العالمية

تصريحات باول جاءت في وقت يستمر فيه الرئيس ترامب بتوجيه انتقادات شخصية له، إذ وصفه الأسبوع الماضي بأنه «سيّئ جداً»، و«شخص عادي الذكاء للغاية»، في إشارة إلى خيبة أمل الإدارة من عدم تحرّك الفدرالي لخفض الفائدة في ظل تباطؤ النمو.

وسيطرت سياسات التجارة العالمية، إلى جانب هجوم ترامب على باول، على أجواء منتدى سينترا، حيث تساءل قادة البنوك المركزية العالمية المشاركون عمّا إذا كانوا سيتّخذون نفس موقف باول لو كانوا في موقعه، وما إذا كانت الدول الأخرى بدأت تنأى بنفسها عن السياسات الاقتصادية الأميركية.

وكان ترامب قد كشف في أبريل نيسان عن خطة لفرض رسوم جمركية شاملة وشديدة على عدد من الدول، قبل أن يتراجع عن جزء منها مؤقتاً بعد أن تراجعت الأسواق الأميركية بشكل حاد، ما دفعه إلى الإعلان عن هدنة مدتها 90 يوماً تنتهي الأسبوع المقبل.

ورغم أن الأسواق استعادت كامل خسائرها، وعاد مؤشر «ستاندرد آند بورز 500» إلى تسجيل مستويات قياسية مؤخراً، إلا أن صانعي السياسات النقدية والمستثمرين ما زالوا يشعرون بحالة من عدم اليقين إزاء مستقبل التجارة العالمية وتأثيرها المحتمل على الأسواق والاقتصاد العالمي.