تراجعت الأسهم الآسيوية للمرة الثالثة خلال أربعة أيام، مع إحجام المستثمرين عن اتخاذ رهانات محفوفة بالمخاطر، بعد أن صعّد الرئيس الأميركي دونالد ترمب من حدة التوترات التجارية. وانخفضت العقود الآجلة للنحاس في لندن، عقب أحدث تهديد من ترمب بفرض رسوم جمركية.
انخفض مؤشر الأسهم الإقليمي بنسبة 0.3% مع تراجع أسهم هونغ كونغ بنسبة بلغت 1.2%. واستمر انكماش أسعار المصانع في الصين للشهر الثالث والثلاثين، بينما ارتفعت أسعار المستهلكين على نحو غير متوقع في يونيو.
وتراجعت سندات الخزانة الأميركية للجلسة الخامسة على التوالي، مع ضعف الطلب على ديون الحكومة طويلة الأجل حول العالم، وسط موجة من مزادات السندات هذا الأسبوع. وانخفضت العقود الآجلة لمؤشر “إس آند بي 500” بنسبة 0.1% بعد جلسة باهتة في وول ستريت يوم الثلاثاء
ترمب يتمسك بالتصعيد
جدّد ترمب تعهده بالمضي قدماً في نظامه الجمركي الصارم خلال الأيام المقبلة، مؤكداً أنه لن يمنح تمديدات إضافية على الرسوم الخاصة بكل دولة، والمقرّر أن تدخل حيز التنفيذ في أوائل أغسطس، كما أشار إلى إمكانية فرض رسوم كبيرة جديدة على واردات النحاس والأدوية.
وجاءت هذه التصريحات بعد أن تجاهل المتعاملون في البداية سلسلة من الرسائل والإجراءات التنفيذية التي أعلنها ترمب يوم الإثنين. حيث قام بتأجيل الموعد النهائي للرسوم “المتبادلة”، بالتزامن مع إعلان أحدث معدلات الرسوم التي يعتزم فرضها على أكثر من 12 دولة لم تتمكن من التوصل إلى اتفاقيات تجارية سريعة.
قالت أولريكه هوفمان-بورشاردتي من “يو بي إس لإدارة الثروات العالمية”: “في حين من المرجح أن تبقى الرسوم مرتفعة مقارنة بمستوياتها في بداية العام، كما هو الحال مع المخاطر الرئيسية، نتوقع أن ينهي معدل الرسوم الفعلي في الولايات المتحدة العام عند نحو 15%”. وأضافت: “سيشكّل ذلك عبئاً على النمو، لكنه لن يكون كافياً للتسبب بركود”.
وأوصت بمواصلة الدخول التدريجي إلى أسواق الأسهم العالمية، أو المحافظ المتنوعة للتعامل مع التقلبات المرتقبة.
في الأثناء، تراجع النحاس في بورصة لندن بنسبة 1.7% إلى 9,627 دولاراً للطن. وكانت عقود “كوميكس” الأميركية قد ارتفعت بنسبة 17% يوم الثلاثاء، في أكبر قفزة يومية على الإطلاق، قبل أن تتراجع بأكثر من 4% في تداولات صباح الأربعاء. وسجّل السعر في نيويورك علاوة بنسبة 24% مقارنة بالعقود المماثلة في لندن، وهي السوق التي تحدد الأسعار العالمية القياسية.