استعاد الدولار بعض خسائره التي تكبّدها الأربعاء، بينما تباين أداء الأسهم الآسيوية عقب جلسة متقلبة في الأسواق الأميركية وسط تكهنات بشأن مستقبل رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي، جيروم باول.
وارتفع الدولار أمام جميع عملات ، مواصلاً تحقيق المكاسب هذا الشهر. في المقابل، تراجع الين إلى 148.41 للدولار، مع توقعات بعض استراتيجيي العملات بإمكانية تجاوزه مستوى 150.
وانخفض الدولار الأسترالي، كما تراجعت السندات الحكومية الأسترالية بفعل ترسّخ التوقعات بأن البنك المركزي سيخفض أسعار الفائدة في أغسطس. وسجّلت أسهم شركة “تايوان سيميكونداكتور مانيوفاكتشورينغ” تراجعاً قبيل إعلان نتائجها الفصلية المرتقبة في وقت لاحق اليوم.
تراجع العقود الآجلة ومواقف متذبذبة من ترمب
هبطت العقود الآجلة لمؤشر “إس آند بي 500” في التداولات الآسيوية بنسبة 0.2%، بعد أن تراجعت في جلسة وول ستريت إثر تصريحات للرئيس دونالد ترمب قلّلت من احتمال إقالة باول في المدى القريب. كما انخفضت سندات الخزانة الأميركية، وارتفعت عوائد السندات لأجل 10 سنوات نقطة أساس واحدة إلى 4.47%.
وكانت الأسواق قد شهدت تقلبات حادة الأربعاء على خلفية تكهنات بشأن مصير باول، ما دفع الدولار والأسهم الأميركية وعوائد الخزانة إلى التراجع. إلا أن تصريحات ترمب خفّفت من وطأة هذه المخاوف، إذ قال: “لا أخطط لفعل أي شيء” حيال رئيس الاحتياطي الفيدرالي.
ويأتي هذا الموقف في وقت يواصل ترمب الضغط من أجل خفض أسعار الفائدة، وهو مصدر استيائه الرئيسي من باول. من جهته، دافع جون ويليامز، رئيس الاحتياطي الفيدرالي في نيويورك، عن النهج التقييدي للبنك، مؤكداً أنه “مناسب تماماً”.
قلق متزايد بشأن استقلالية الفيدرالي
كتب آرون تشوي، رئيس استشارات الثروات في “أوفرسيز تشاينيز بانكينغ” إن “الاعتداءات المتكررة من إدارة ترمب على باول، وإصرار الرئيس على عدم تعيين بديل له إلا إذا التزم بخفض أسعار الفائدة، أثارت القلق بشأن استقلالية البنك المركزي”.
وفي ما يتعلق بالسياسة التجارية، خفّف ترمب من لهجته تجاه الصين في محاولة لعقد قمة مع الرئيس شي جين بينغ والتوصل إلى اتفاق تجاري. كما أعلن أنه سيرسل رسائل إلى أكثر من 150 دولة لإخطارها بمعدلات الرسوم الجمركية، مشيراً إلى أن الضرائب قد تصل إلى 10% أو 15%.
من جانبهم، شدّد كبار الرؤساء التنفيذيين في كبرى البنوك الأميركية على أهمية استقلالية مجلس الاحتياطي الفيدرالي. فقد انضم كل من بريان موينيهان، الرئيس التنفيذي لـ”بنك أوف أميركا كورب”، وديفيد سولومون من “غولدمان ساكس غروب إنك”، إلى جيمي ديمون، الرئيس التنفيذي لـ”جيه بي مورغان”، في التأكيد على ضرورة بقاء الفيدرالي مستقلاً.
وقال موينيهان في مقابلة مع تلفزيون “بلومبرغ” الأربعاء إن “مجلس الاحتياطي أُنشئ ليكون مستقلاً”.
وحذّر جورج سارافيلوس، من “دويتشه بنك إيه جي”، من أن إقالة ترمب لباول تمثّل مخاطرة غير مُسعّرة بشكل كافٍ، وقد تؤدي إلى بيع واسع في الدولار وسندات الخزانة.
وأوضح أنه في حال أجبر ترمب باول على التنحي، فمن المرجح أن يتراجع الدولار المُعدّل تجارياً بنسبة تتراوح بين 3% و4% خلال 24 ساعة، إلى جانب ارتفاع عوائد السندات الثابتة العائد بنحو 30 إلى 40 نقطة أساس.
أما مايكل فيرولي، كبير الاقتصاديين الأميركيين في “جيه بي مورغان”، فرأى أن “أزمة الإقالة الفورية قد تكون انتهت بعد تراجع ترمب عن تصريحاته، إلا أننا نشك في أن هذه الدراما قد طُويت تماماً”. وفي أسواق السلع، ارتفعت أسعار النفط بشكل طفيف بينما استقر أسعار الذهب.