يُتداول كل من خام الحديد والصلب قرب أعلى مستوياتهما في 4 أشهر، مدعومين بإعلان الصين عن خطة لبناء سد عملاق في منطقة التبت، ما عزز توقعات الطلب، إلى جانب جهود بكين للحد من فائض السعة الإنتاجية، ما أسهم في تعزيز الثقة في السوق.
صعد سعر خام الحديد المستخدم في صناعة الصلب في سنغافورة إلى نحو 104 دولارات للطن، بعد موجة مكاسب أسبوعية استمرت 4 أسابيع، ولامس لفترة وجيزة أعلى مستوى له منذ فبراير الماضي. كما قفزت العقود المستقبلية لحديد التسليح في شنغهاي إلى أعلى مستوياتها منذ مارس الماضي. في بورصة لندن للمعادن، ارتفعت أسعار النحاس أيضاً.
سد الصين لتوليد الكهرباء
دشن رئيس الوزراء لي تشيانغ أمس الأول أعمال بناء مشروع الطاقة الكهرومائية الذي تبلغ تكلفته 1.2 تريليون يوان (167 مليار دولار) على نهر يارلونغ تسانغبو. ومن المتوقع أن يشكل المشروع، الذي يتألف من 5 سدود متتالية، دفعة اقتصادية إيجابية لمواد البناء بما في ذلك المعادن والأسمنت والزجاج.
الصين تبدأ إنشاء سد عملاق يهدد بتصعيد التوتر مع الهند.. تفاصيل أكثر هنا
يتجه خام الحديد صوب تحقيق أول مكاسب شهرية منذ يناير الماضي، في ظل مواصلة بكين حملتها للحد من المنافسة المفرطة وفائض السعة الإنتاجية في صناعة الصلب، ما عزز التوقعات بتحسن هوامش أرباح المصانع وارتفاع أسعار المواد الخام. من المنتظر أن تستفيد شركات الصلب من المشروع الجديد، في وقت ما زالت فيه تعاني من أزمة عقارية ممتدة.
قفز خام الحديد بنسبة بلغت 4% ليصل إلى 104.80 دولار، وهو أعلى مستوى له منذ فبراير الماضي، قبل أن يقلص بعض مكاسبه ويتداول عند 103.55 دولار للطن بحلول الساعة 3:34 مساءً بتوقيت سنغافورة. كما ارتفعت عقود حديد التسليح واللفائف المدرفلة على الساخن في شنغهاي بنحو 2%. في بورصة لندن للمعادن، صعد النحاس 0.9% ليصل إلى 9867 دولاراً للطن، كما سجل كل من الزنك والألمنيوم مكاسب إضافية. في مدينة تشنغتشو، قفزت أيضاً العقود المستقبلية للزجاج والصودا.
قيود الصين على الإنتاج
رغم أن مشروع السد الضخم في التبت يعزز من معنويات السوق، فإن العامل الأساسي وراء ارتفاع أسعار المواد الحديدية يظل التوقعات بشأن تشديد الصين إجراءاتها لكبح فائض السعة الإنتاجية، بحسب المحللة وي يينغ من شركة “تشاينا إندستريال فيوتشرز” (China Industrial Futures). تابعت: “جهود مكافحة فائض السعة الإنتاجية ستدعم أسعار الصلب وربحية القطاع، وبالتالي تدعم أيضاً أسعار خام الحديد”.
قالت “رابطة الحديد والصلب الصينية” الجمعة الماضية إنها عقدت اجتماعاً مع كبار منتجي الصلب ورئيس قسم الصلب في وزارة الصناعة، إذ تعهد المشاركون بتكثيف الجهود للحد مما يُعرف بـ”فرط التنافسية” (involution)، وهي حالة من المنافسة الشديدة المضرة بالعوائد. وأضافت الرابطة أن الصين ستدرس أيضاً إنشاء نظام جديد لكبح فائض الطاقة الإنتاجية، دون أن تقدم مزيداً من التفاصيل.
في مؤتمر صحفي عُقد الجمعة الماضية، أعلنت وزارة الصناعة وتكنولوجيا المعلومات الصينية أن البلاد ستطلق جولة جديدة من البرامج لدعم النمو، تتضمن التخلص من فائض قدرات السعة الإنتاجية التي عفا عليها الزمن في 10 صناعات رئيسية، من بينها الصلب والمعادن غير الحديدية والبتروكيماويات ومواد البناء.