ان المخاوف المرتبطة بمعاودة معدلات التضخم فى الولايات المتحدة الى الإرتفاع بسبب الرسوم الجمركية، وما يحتمه ذلك من تراجع الرهانات على سرعة خفض الفائدة على الدولار الأميركى هي من ابرز العوامل المؤثرة على الاسواق حاليا.
هذا ولا يزال الفيدرالي الأميركي حذرا نتيجة استمرار ضغوط التضخم ومرونة سوق العمل، ما قد يؤجل بدء دورة تخفيض الفائدة ويؤدي إلى عمليات جني أرباح تدفع بسوق الاسهم الى تراجعات حادة.
هذا لا ينفي طبعا المؤثرات الناتجة عن التوترات الجيوسياسية العالمية وخاصة فى منطقة الشرق الأوسط وانعكاس ذلك على سعر النفط بالإرتفاع.
هذا الوضع سيزيد الرهانات على حدوث ركود في الاقتصاد الاميركي وبالتالي سيؤدي الى هروب المستثمرين من اسواق الاسهم ما سيعني تراجع المؤشرات الاميركية وعلى رأسها مؤشر داو جونز، بعد ان سجلت مؤخرا مستويات تاريخية جديدة.
الاطمئنان الذي ساد مؤخرا في الاسواق مرده بجزء كبير الى ان الرئيس دونالد ترمب، عندما يتعلق الأمر بتهديدات الرسوم الجمركية، يتحدث بصوت عالٍ ولكنه لا ينفذ. هذا يشجع المستثمرين على التقليل من شأن تلك التهديدات، بل حتى من خطر الرسوم الجمركية المفروضة بالفعل.
ولا يخفى ان أن مؤشر داو جونز، بدأ يتراجع، وهذه إشارة سلبية، تعكس تبايناً في أداء المؤشرات وتزيد احتمال حدوث تصحيحات مستقبلية.
عليه فان الوقت قد حان بالنسبة للمستثمرين في سوق الاسهم لكي يتحلوا بالحكمة ويبدأوا باعتماد الحذر حيال البقاء في تموضعهم السابق.
القول المعروف بان هناك بالون يحوم في وول ستريت يبحث عن دبوس، ولا أحد يعرف من أين سيأتي هذا الدبوس. أليس هذا هو وصف الوضع الحالي بالتحديد؟