قال استراتيجيون وخبراء اقتصاديون إن الدولار وغيره من الأصول الأميركية معرضون لمزيد من موجات البيع بسبب التهديدات التي تواجه مصداقية المؤسسات في البلاد.
بات لدى الرئيس الأميركي، دونالد ترمب، الآن فرصة لاختيار بديل لأدريانا كوغلر عضو مجلس محافظي الاحتياطي الفيدرالي، عقب استقالتها يوم الجمعة، مما يخلق ديناميكية قد تُضعف نفوذ رئيس المجلس جيروم باول.
مع إقالة ترمب لرئيسة مكتب إحصاءات العمل، إريكا ماكنتارفر، الأسبوع الماضي، يبرز خطر تقليص المستثمرين لتعرضهم للأصول الأميركية بسبب تهديدات تطال استقلالية البيانات الاقتصادية والسياسة النقدية. وأضرت هذه المخاوف بالفعل بالدولار العام الجاري ودفعت بعض الصناديق إلى الابتعاد عن السندات والأسهم الأميركية.
للأسف، نشهد محاولات جدية جديدة لتركيز سلطة أكبر في يد البيت الأبيض.. كل هذا يبرر علاوات المخاطر المرتفعة للاحتفاظ بمختلف الأصول الأميركية.
تأتي المخاوف بشأن تسييس المؤسسات الأميركية في وقت تظهر فيه أدلة على تباطؤ الاقتصاد. وبينما أظهر الدولار مؤشرات على انتعاش حذر في مطلع الأسبوع الماضي، تراجع بشدة يوم الجمعة أمام جميع عملات مجموعة العشر بعد صدور تقرير وظائف أميركي أضعف من المتوقع.
هذا وأدت بيانات الوظائف إلى تعزيز رهانات المتداولين على تيسير السياسة النقدية من قبل الفيدرالي، إذ توحي توقعات سوق المال بأن خفض أسعار الفائدة الشهر المقبل بات مرجحاً أكثر من عدمه. وتسارعت هذه التوجهات بعد استقالة كوغلر، التي صوّتت لصالح الإبقاء على أسعار الفائدة دون تغيير الأسبوع الماضي، وذلك في ظل مطالبة ترمب بخفض فوري للفائدة.
في حين كان المستثمرون يتحضرون لاحتمال تعيين ترمب لرئيس احتياطي فيدرالي أكثر ميلاً إلى التيسير، مع المراهنة على وتيرة أسرع لخفض الفائدة اعتباراً من انتهاء ولاية باول العام المقبل، فإن استقالة كوغلر تُقرب الجدول الزمني المحتمل لذلك. إذ قد ينتقل مرشح ترمب لعضوية مجلس المحافظين إلى منصب الرئيس عندما تنتهي ولاية باول في مايو.
وقد يؤدي إعلان مبكر عن الرئيس المقبل للاحتياطي الفيدرالي إلى خلق ما يُعرف بـ”رئيس الظل”. وتقوم الفكرة على أن المستثمرين قد يولون اهتماماً أكبر للتوجيهات المستقبلية التي يقدمها مرشح ترمب لخلافة باول، بدلاً من باول نفسه، انطلاقاً من فرضية أنه سيتولى المنصب قريباً.
ومن بين الأسماء المتداولة علناً كمرشحين لخلافة باول، يُعد مدير المجلس الاقتصادي الوطني كيفن هاسيت “الأسوأ بالنسبة للدولار الأميركي نظراً لارتباطه الوثيق بالرئيس
العضو السابق في مجلس محافظي الاحتياطي الفيدرالي كيفن وورش، بالإضافة إلى العضوين الحاليين كريستوفر والر وميشيل بومان، سيُنظر إليهم بشكل أكثر إيجابية نظراً لخبراتهم السابقة داخل البنك المركزي. وحتى يصدر إعلان رسمي، فإن شهية إعادة شراء الدولار بعد تراجعه يوم الجمعة ستبقى محدودة.
في جميع الأحوال، يعد ترشيح رئيس للفيدرالي حدثاً محفوفاً بالمخاطر للأسواق خلال ضعف السيولة في أغسطس مع ذهاب المستثمرين في عطلات. وكان ترمب قد قال يوم الأحد إنه يعتزم الإعلان عن بديلَين لكوغلر وماكنتارفِر خلال الأيام المقبلة.