تراجع سعر خام الحديد عقب صدور حزمة من البيانات الاقتصادية السلبية من الصين، عكست تباطؤاً ملحوظاً في اقتصاد البلاد خلال الشهر الماضي.
أظهرت الأرقام الرسمية الصادرة يوم الجمعة أن إنتاج المصانع والمناجم سجل أبطأ وتيرة نمو منذ نوفمبر. وتُعد الصين أكبر منتج ومستهلك لخام الحديد والصلب عالمياً، ما يجعل أي تغير طفيف في نشاطها الاقتصادي قادراً على التأثير على مستويات الطلب.
هبط إنتاج الصلب الخام إلى 79.66 مليون طن خلال يوليو، في أدنى مستوى للشهر ذاته منذ عام 2017. ورغم أن هذا الانخفاض يتماشى مع التراجعات الموسمية، فإنه يمثل ثالث تراجع في الإنتاج منذ بداية عام 2025.
وتستفيد مصانع الصلب حالياً من هوامش ربح مرتفعة، مدعومة بانخفاض أسعار المواد الخام مثل الفحم المستخدم في صناعة الصلب، ما يعزز قدرتها على تحقيق أرباح أكبر.
لكن الطلب على حديد التسليح سجل ضعفاً موسمياً في يوليو، وهو ما قد يفسر الانخفاض الأكبر في إنتاج الصلب الخام، بحسب جيانغ مينغتيان، كبير محللي خام الحديد في شركة الاستشارات “هورايزون إنسايتس” (Horizon Insights).
مخزونات الحديد في الصين
أوضح جيانغ أن “سياسة مكافحة الإفراط في الإنتاج يُتوقع أن تترك أثراً طويل الأمد على إنتاج صناعة المعادن الحديدية، لكن نتائج خفض الإنتاج لن تظهر بشكل فوري”.
ارتفع سعر خام الحديد بأكثر من 10% منذ أن هبط في منتصف يونيو إلى أدنى مستوى له خلال عام 2025، مدعوماً بتكهنات بأن بكين ستتجه للحد من فائض الطاقة الإنتاجية في القطاع الصناعي. ورغم أن الحكومة الصينية لمحت إلى جهود لتنفيذ ذلك في قطاع الصلب، إلا أنها لم تعلن حتى الآن عن سياسة واضحة.
وفي موازاة ذلك، أظهرت بيانات شركة “شنغهاي ستيلهوم إي-كوميرس” (Shanghai Steelhome E-Commerce) الصادرة الجمعة، ارتفاعاً طفيفاً في مخزونات خام الحديد بالموانئ الصينية مقارنة بالأسبوع السابق، لكنها ما زالت عند أدنى مستوياتها منذ مطلع عام 2024.
سعر الحديد اليوم
انخفض سعر خام الحديد بنسبة 0.2% مسجلاً 101.90 دولار للطن عند 12:19 ظهراً بتوقيت سنغافورة، وتراجع بالنسبة نفسها على أساس أسبوعي. كما سجلت العقود المستقبلية لخام الحديد المقومة باليوان في بورصة داليان، وعقود الصلب في بورصة شنغهاي، انخفاضاً أيضاً.
وفي بورصة لندن للمعادن، استقر سعر النحاس عند 9768 دولاراً للطن، بينما ارتفع سعر الألمنيوم بشكل طفيف، في حين انخفضت جميع المعادن الأساسية الأخرى المدرجة في البورصة.
