تحظى ندوة السياسة الاقتصادية التي يُنظّمها بنك الاحتياطي الفدرالي في مدينة كانساس سيتي في جاكسون هول، وايومنغ، بالولايات المتحدة، هذا العام، باهتمام أوسع؛ لا سيما لكونها تنعقد في فترة شديدة الحساسية بالنسبة للاقتصاد الأميركي بشكل خاص، والاقتصاد العالمي عموماً، وبينما يراقب المستثمرون أي إشارات من قبل البنوك المركزية فيما يخص مسار أسعار الفائدة.
الندوة التي تنعقد هذا العام في الفترة من 21 حتى 23 أغسطس/ آب، وتأتي تحت عنوان رئيسي: “أسواق العمل في مرحلة انتقالية: التركيبة السكانية، والإنتاجية، والسياسة الاقتصادية الكلية”، تعد من أقدم مؤتمرات البنوك المركزية في العالم، إذ تجمع خبراء اقتصاديين ومشاركين في الأسواق المالية وأكاديميين، وممثلين عن الحكومة الأميركية، ووسائل الإعلام؛ لمناقشة قضايا السياسة طويلة الأجل ذات الاهتمام المشترك.
رئيس بنك الاحتياطي الفدرالي، جيروم باول
ويترقب المستثمرون بشكل خاص كلمة رئيس بنك الاحتياطي الفدرالي جيروم باول، في ثاني أيام الحدث، يوم الجمعة 22 أغسطس، بحثاً عن إشارات بشأن أسعار الفائدة، في الوقت الذي تشير فيه التوقعات إلى احتمال بنسبة تقارب 85% أن يخفض الفدرالي أسعار الفائدة في اجتماعه المقبل للسياسة النقدية في سبتمبر/ أيلول، وفقاً لأداة FedWatch.
تاريخ الندوة
تعود جذور هذا الحدث -الذي وصفه تقرير سابق لصحيفة نيويورك تايمز بأن أبرز ملتقى اقتصادي عالمي- إلى العام 1978 حين جرى تنظيمه لأول مرة في مدينة كانساس الأميركية، قبل أن ينتقل في العام 1981 ليستقر في جاكسون هول، حيث بات وجهة سنوية لصناع السياسات الاقتصادية حول العالم.
حتى في ذروة جائحة كوفيد-19، لم تتوقف الندوة عن الانعقاد، إذ جرت افتراضياً لعامي 2020 و2021، مما يعكس مكانتها المرموقة في أجندة الاقتصاد العالمي.
ندوة جاكسون هول.. محطات تاريخية
◾️ منذ العام 1978 جرى تنظيم الفعالية السنوية لأول مرة في مدينة كانساس الأميركية
◾️ منذ العام 1981 يتم عقدها في جاكسون هول
◾️ خلال جائحة كوفيد-19 عُقدت افتراضياً لعامي 2020 و2021
◾️ حوالي 100-120 من خبراء الاقتصاد ومحافظي البنوك المركزية والصحافيين يجتمعون لحضور الندوة
◾️ ممثلون عن 70 دولة شاركوا في الندوة على مدار تاريخ الحدث في جاكسون هول حتى 2025
◾️ أكثر من 370 مشاركاً أسهموا في برامج الندوة منذ العام 1975
◾️ أكثر من 150 مؤلفاً قدموا أوراقاً بحثية حول مواضيع مختفلة مثل التضخم وأسواق العمل والتجارة الدولية
منذ انطلاقتها، أسهم أكثر من 370 مشاركاً في صياغة برامج الندوة، وقدّم ما يزيد على 150 مؤلفاً أوراقاً بحثية تنوعت موضوعاتها بين التضخم وأسواق العمل والتجارة الدولية، لتجعل من جاكسون هول منصة فكرية تجمع بين التنظير الأكاديمي والتطبيق العملي للسياسات الاقتصادية، بحسب بيانات فرع بنك الاحتياطي الفدرالي في كانساس سيتي.
ويتم اختيار موضوع الندوة سنوياً، ويُطلب من الخبراء كتابة أوراق بحثية حول مواضيع فرعية ذات صلة. وتُنشر الأوراق المقدمة للبنك مسبقًا والمُقدمة في ندوة السياسة الاقتصادية السنوية على الإنترنت فور تقديمها.. فيما قد لا تُقدم أوراق العمل الأخرى، مثل تعليقات المشاركين، إلا بعد انتهاء الندوة، ولكن تُنشر فور توفرها.
المشاركون
ولتعزيز النقاش المفتوح الذي تشتهر به الندوة، يتم اختيار الحضور بناءً على موضوع كل عام. وفي المتوسط، يحضر حوالي 120 شخصاً سنويًا. يتألف الحضور من (كبار خبراء الاقتصاد ومحافظي البنوك المركزية والصحافيين)، فيما شهدت على مدار تاريخها حضور ممثلين عن 70 دولة.
ومن أهم ما يميز هذا الحدث هو النقاش الجاد والمتعمق بين المشاركين. ونظراً لكثرة المشاركين والمواضيع المطروحة، تحظى الندوة باهتمام كبير. ومع ذلك، ولتشجيع النقاش المفتوح الذي كان بالغ الأهمية لنجاح الندوة، فإن عدد الحضور محدود، وفق المصدر ذاته.
وعلى الرغم من تلقي البنك طلبات عديدة من وسائل الإعلام حول العالم، يقتصر حضور الصحافيين أيضاً على مجموعة مختارة لضمان شفافية الندوة، دون التأثير على مجرياتها أو إغراقها بالمعلومات. وعادة ما يدفع جميع المشاركين في الندوة، بمن فيهم الصحافيون، رسومًا للحضور. وتُستخدم هذه الرسوم لتغطية نفقات الفعالية.
ندوة جاكسون هول 2025
◾️ التاريخ: من 21 إلى 23 أغسطس/ آب
◾️ المكان: ولاية وايومنغ
◾️ الحدث: الندوة السنوية للسياسة الاقتصادية- جاكسون هول
◾️ الجهة المنظمة: فرع بنك الاحتياطي الفدرالي الأميركي في كنساس سيتي
◾️ المشاركون: (محافظو البنوك المركزية،وممثلو الاحتياطي الفدرالي، والأكاديميون، والصحافيون، وقادة الصناعة المالية، والمسؤولون الحكوميون)
◾️ عنوان ندوة 2025: “أسواق العمل في مرحلة انتقالية: التركيبة السكانية، والإنتاجية، والسياسة الاقتصادية الكلية”
◾️ ما الذي تترقبه الأسواق؟ كلمة رئيس الفدرالي جيروم باول يوم الجمعة؛ بحثاً عن إشارات حول مسار أسعار الفائدة
ندوة 2025
في ندوة 2025 المرتقبة، سيعتلي رئيس مجلس الاحتياطي الفدرالي، جيروم باول، المنصة يوم الجمعة المقبل،لإلقاء ما قد يكون الخطاب الأبرز في مسيرته المهنية.
لن يكون الخطاب طويلاً، إذ لم تتجاوز مدة نسخة العام الماضي 15 دقيقة بقليل. ولكن مع انتهاء فترة ولايته كرئيس للمجلس في مايو/ آيار المقبل، وتعرض أداء الاحتياطي الفدرالي لانتقادات إدارة الرئيس دونالد ترامب، قد يرى باول في جاكسون هول فرصته الأخيرة، أو على الأقل الأفضل، لترسيخ إرثه والدفاع عن استقلالية البنك المركزي.
مع انعقاد المؤتمر قبل اجتماع 16-17 سبتمبر/ آيلول الحاسم للفدرالي الأميركي، يواجه المسؤولون ضغوطاً للتعبير عن آرائهم مع الحفاظ على المرونة مع ورود المزيد من البيانات الاقتصادية. كما يواجه الاحتياطي الفدرالي خياراتٍ صعبة، حيث يؤدي أي تلميح إلى سياسة مستقبلية إلى ردود فعل في السوق قد تُعقّد قراراته. (المزيد من التفاصيل: الموقف الأخير لجيروم باول في جاكسون هول 2025.. إرثه واستقلال الفدرالي الأميركي على المحك)
وتنعقد ندوة هذا العام بعد أسبوع شهد صدور بيانات متفاوتة حول التضخم وأسعار المستهلك والمنتجين، والتي أظهرت من جهة ثبات المستهلك الأميركي وقوة سوق العمل، لكنها في الوقت نفسه أعادت القلق بشأن استمرار الضغوط التضخمية.
رغم التفاؤل السائد بإمكانية خفض أسعار الفائدة في اجتماع منتصف سبتمبر/ أيلول 2025، يحذر بعض المحللين من أن باول قد يتبنى لهجة متشددة تقلل من سقف التوقعات. (اقرأ أيضاً: وسط جدل حول أسعار الفائدة.. وول ستريت تترقب تصريحات جيروم باول في جاكسون هول)
ويشير ستيفن سوسنيك، استراتيجي الأسواق في شركة آي بي كيه آر في تصريحات لوكالة رويترز، إلى أن الرهان على لهجة متساهلة قد ينقلب سريعاً إذا خرج باول برسائل قوية ضد التضخم.