أظهر محضر الاجتماع الأخير لمجلس الاحتياطي الفدرالي الأميركي، الصادر يوم الأربعاء، قلق مسؤولي البنك المركزي في اجتماعهم الذي عُقد خلال يوليو/ تموز بشأن حالة سوق العمل والتضخم في الولايات المتحدة، على الرغم من أن معظمهم اتفقوا على أنه من السابق لأوانه خفض معدلات الفائدة.
وأظهر ملخص الاجتماع تبايناً في الآراء بين أعضاء المجلس، الذين جاء تصويتهم لصالح إبقاء معدل الفائدة الرئيسي ثابتاً على الرغم من اعتراضات اثنين من محافظي الاحتياطي الفدرالي اللذين اقترحا خفض الفائدة.
ولاحظ صانعو السياسات في الفدرالي تزايد التهديدات التي تواجه الاقتصاد الأميركي وتستدعي المراقبة، على الرغم من اتفاقهم إلى حد كبير على أن موقفهم الحالي هو الخيار الأمثل.
وأشار المحضر إلى أن “المشاركين أشاروا عموماً إلى المخاطر التي تواجه كلا الجانبين في إطار التفويض المزدوج للجنة (التضخم وسوق العمل)، مؤكدين على مخاطر ارتفاع التضخم ومخاطر انخفاض التوظيف”.
وبينما “رأى غالبية المشاركين أن مخاطر ارتفاع التضخم هي الأكبر بين هذين الخطرين”، رأى اثنان أن “مخاطر انخفاض التوظيف هي الأكثر بروزاً”.
الرسوم الجمركية
كانت الرسوم الجمركية التي فرضها الرئيس الأميركية دونالد ترامب محوراً رئيسياً للنقاش خلال اجتماع الاحتياطي الفدرالي الأخير.
وذكر المحضر: “فيما يتعلق بمخاطر ارتفاع التضخم، أشار المشاركون إلى التداعيات غير المؤكدة للرسوم الجمركية واحتمالية زعزعة استقرار توقعات التضخم”.
كما أشار إلى “وجود حالة كبيرة من عدم اليقين بشأن توقيت وحجم واستمرار تداعيات رفع التعرفات الجمركية هذا العام”.
وأعرب العديد من المشاركين في الاجتماع عن عدم يقينهم بشأن تأثير التعرفات الجمركية على التضخم، بينما أعرب آخرون عن قلقهم من أن وضع الوظائف بدأ يظهر بعض الثغرات، وسيحتاج إلى دعم من السياسة النقدية لمنع المزيد من الضرر.
خيارات صعبة
وذكر ملخص الاجتماع: “أشار المشاركون إلى أن اللجنة قد تواجه خيارات صعبة إذا استمر التضخم المرتفع مع ضعف توقعات سوق العمل”. وستعتمد القرارات المرتبطة بمعدلات الفائدة على “بُعد كل متغير عن هدف اللجنة، والآفاق الزمنية المختلفة المحتملة التي يُتوقع خلالها سد هذه الفجوات”.
وجاء اجتماع مجلس الفدرالي قبل يومين فقط من إصدار مكتب إحصاءات العمل الأميركي بياناً يُظهر أن نمو الوظائف غير الزراعية لم يظل ضعيفاً في يوليو فحسب، بل شهد شهرا يونيو/ حزيران، ومايو/ أيار أيضاً نمواً أضعف بكثير مما أُعلن عنه في البداية، وذلك مع تعديلات أرقام الوظائف للشهرين بالخفض.
وحتى في غياب هذه المعلومات، أشار مسؤولو الاحتياطي الفدرالي إلى أن “مخاطر تراجع التوظيف قد ازدادت بشكل ملحوظ مع تباطؤ نمو النشاط الاقتصادي وإنفاق المستهلكين، وأن بعض البيانات الواردة تشير إلى ضعف في ظروف سوق العمل”.
وصدر محضر الاجتماع إلقاء رئيس مجلس الاحتياطي الفدرالي جيروم باول يُلقي خطابه الرئيسي في الندوة السنوية للبنك في جاكسون هول، يوم الجمعة.