في موقف متشدد، رأت محافظ الفدرالي الأميركي ميشيل بومان، الثلاثاء، أن الوقت ليس مناسباً بعد للبدء في خفض أسعار الفائدة، مضيفة أنها ستكون منفتحة على رفع أسعار الفائدة إذا لم يتراجع التضخم.
وقال بومان في تصريحات معدة سلفاً لإلقاء كلمة في لندن: “إذا أشارت البيانات الواردة إلى أن التضخم يتحرك بشكل مستدام نحو هدفنا البالغ 2 في المائة، فسيصبح من المناسب في نهاية المطاف خفض سعر الفائدة على الأموال الفيدرالية تدريجياً لمنع السياسة النقدية من أن تصبح مقيدة بشكل مفرط”. “ومع ذلك، ما زلنا لم نصل بعد إلى النقطة التي يكون فيها من المناسب خفض سعر الفائدة.”.
وتعكس هذه التعليقات الآراء السائدة في البنك المركزي، حيث قال معظم صناع السياسات في الأسابيع الأخيرة إنه في حين أنهم لا يزالون يتوقعون عودة التضخم إلى هدف الفدرالي الأميركي البالغ 2%، فإنهم بحاجة إلى المزيد من الأدلة.
وأظهرت القراءات الأخيرة اعتدال التضخم، مع وصول المؤشر المفضل لدى الفدرالي الأميركي إلى أقل بقليل من 3%. ومع ذلك، لاحظت لجنة السوق المفتوحة الفيدرالية التي تحدد سعر الفائدة بعد اجتماعها الأخير أنه لم يكن هناك سوى “تقدم متواضع إضافي”.
وأشارت بومان إلى أن هناك “عدداً من المخاطر الصعودية” السائدة التي يمكن أن تسرع توقعاتها، والتي تعد من بين أكثر صناع السياسات تشدداً.
وأوضحت: “ما زلت على استعداد لرفع النطاق المستهدف لسعر الفائدة على الأموال الفيدرالية في اجتماع مستقبلي في حالة توقف التضخم أو حتى عكسه”.
وتابعت قائلةً “نظراً للمخاطر والشكوك المتعلقة بتوقعاتي الاقتصادية، سأظل حذرةً في نهجي تجاه دراسة التغييرات المستقبلية في موقف السياسة”.
ستصدر وزارة التجارة يوم الجمعة قراءتها لمؤشر أسعار نفقات الاستهلاك الشخصي لشهر مايو/ أيار، وهو مقياس التضخم المفضل لدى البنك المركزي. ويتوقع الاقتصاديون الذين شملهم استطلاع داو جونز أن يصل معدل التضخم لمدة 12 شهراً إلى 2.6% على جميع البنود والأساسية، والتي تستثني أسعار المواد الغذائية والطاقة.
في حين أن ذلك سيمثل دفعة أقل من أبريل/ نيسان، قالت بومان إنها لا تزال تتوقع أن يحتفظ الفدرالي بسعر الفائدة الرئيسي على الاقتراض لليلة واحدة في نطاق يتراوح بين 5.25 % -5.50 % “لبعض الوقت”.
بالإضافة إلى ذلك، أشارت إلى أنها لا تتأثر بتخفيضات أسعار الفائدة من نظراء الفدرالي الأميركي العالميين مثل البنك المركزي الأوروبي، الذي خفض مؤخراً أسعار الفائدة الرئيسية بمقدار ربع نقطة مئوية.
وقالت بومان: “من الممكن خلال الأشهر المقبلة أن ينحرف مسار السياسة النقدية في الولايات المتحدة عن مسار الاقتصادات المتقدمة الأخرى”.
وتأتي تصريحات بومان مع قول مسؤولين آخرين يوم الاثنين إنهم مترددون في التخفيض.
إلى ذلك، رفضت رئيسة الفدرالي الأميركي في سان فرانسيسكو، ماري دالي، فكرة إجراء خفض وقائي للتحوط ضد التدهور في سوق العمل وتباطؤ الاقتصاد.
وقالت دالي لشبكة CNBC خلال حدث عام في سان فرانسيسكو: “أعتقد أن التخفيض الوقائي هو شيء تفعله عندما ترى المخاطر”، مضيفةً “سنكون حازمين حتى ننهي المهمة. ولهذا السبب فإن عدم اتخاذ إجراءات وقائية عندما لا يكون ذلك ضرورياً هو أمر في غاية الأهمية.
بدوره، قال رئيس الفدرالي الأميركي في شيكاغو أوستان غولسبي لـCNBC ستيف ليسمان في وقت سابق يوم الاثنين إنه إذا رأى “المزيد من الأشهر” من بيانات التضخم الجيدة، فسوف يتساءل عما إذا كانت السياسة بحاجة إلى أن تكون مقيدة كما كانت، مما يمهد الطريق للتخفيضات.