لا تزال أكبر البنوك الأميركية في وضع جيد يسمح لها بالنجاة من الركود الحاد مع الاستمرار في إقراض الأسر والشركات، لكن خطر تكبدها خسائر كبرى أصبح أعلى مما كان عليه عام 2023 الماضي، بحسب ما ورد في نتائج اختبار الإجهاد الذي أجراه الاحتياطي الفيدرالي.
وتوقع اختبار الإجهاد الذي أجراه الفيدرالي الأميركي لرصد وكشف علامات الضعف المحتملة في النظام المالي، خسارة 32 بنكاً ومؤسسة من البنوك والمؤسسات الكبرى نحو 685 مليار دولار في حالة دخول الاقتصاد في ركود، وهي خسارة أعلى بواقع 144 مليار دولار مقارنة بنتائج اختبار العام الماضي.
وأرجع نائب رئيس الاحتياطي الفيدرالي للرقابة مايكل بار الخسائر الجماعية المرتفعة إلى حقيقة أن البنوك تحملت المزيد من المخاطر مع تكبد نفقات أعلى، مشيراً إلى أن بيئة أسعار الفائدة المرتفعة التي نعيشها حالياً جعلت الأمر أكثر خطورة وأكثر تكلفة بالنسبة للبنوك لتقديم القروض، ما قد يؤدي إلى انخفاض ربحيتها.
وأحد العوامل التي أثرت على البنوك أكثر مقارنة بالعام الماضي هي ديون بطاقات الائتمان، التي وصلت مؤخراً إلى مستوى قياسي، بالإضافة إلى ارتفاع معدل التأخر عن سداد الديون، وكلاهما أدى إلى ارتفاع خسائر بطاقات الائتمان المتوقعة.
وقال بار «الهدف من اختبارنا هو المساعدة في ضمان أن البنوك لديها ما يكفي من رأس المال لاستيعاب الخسائر في السيناريو السيئ للغاية، ويظهر هذا الاختبار أنه يمكنهم ذلك».
تباين في أداء البنوك
في حين اجتازت جميع البنوك الاختبارات، إلا أن أداءها تباين بشكل كبير في ظل سيناريو الركود الحاد، وبعد صدور نتائج اختبار الإجهاد، كشف بنك جي بي مورغان تشيس في وقت متأخر من يوم الأربعاء أن خسائره من المرجح أن تكون «أعلى قليلاً» مما توقعه الاحتياطي الفيدرالي.
ومع ذلك، رفض أكبر بنك في البلاد تحديد حجم الخسائر المتوقعة عندما استفسرت شبكة CNN، ولكن بشكل عام، كان أداء البنك جيداً في الاختبار، إذ بلغ معدل خسارة القروض المتوقع 6.3 في المئة، وهو أقل من المتوسط البالغ 7.1 في المئة في جميع البنوك البالغ عددها 31 بنكاً.
في غضون ذلك كانت توقعات شركة «ديسكفر فينانشال سيرفسيس» هي الأسوأ مع معدل خسارة للقروض قدره 18.7 في المئة في سيناريو الركود، يليها شركة «كابيتال وان» مع خسارة قروض محتملة بنسبة 16.5 في المئة.
في المقابل، استطاعت مؤسسة تشارلز شواب تحقيق أقل معدل لخسارة القروض المتوقعة في سيناريو الركود، وسجلت 1.3 في المئة فقط، يليها بنك أوف نيويورك ميللون مع خسارة قروض محتملة بواقع 2.4 في المئة.