خفضت صناديق التحوط سيتادل ودي شاو حيازاتها في شركة إنفيديا قبل هبوط سوق الأسهم هذا الشهر، بينما أضافت Renaissance وMarshall Wace إلى مراكزها، في إشارة إلى الانقسامات الحادة بين المديرين حول آفاق شركة صناعة الرقائق العملاقة.
تخلصت شركة سيتادل، أنجح صندوق تحوط على الإطلاق، من نحو 500 ألف سهم في الربع الثاني من هذا العام، لترفع حيازتها إلى 19 مليون دولار في نهاية يونيو، انخفاضاً من 60 مليون دولار في نهاية مارس، وفقاً للإيداعات التنظيمية الأميركية.
خفضت شركة دي شاو أكثر من النصف من حصتها في الأسهم إلى 1.4 مليار دولار بحلول نهاية شهر يونيو.
كما قامت شركة إليوت مانجمنت التابعة لبول سينجر، التي حذرت المستثمرين مؤخراً من أن إنفيديا كانت في «فقاعة» وأن الذكاء الاصطناعي «مبالغ فيه»، بالتخلص من كامل حصتها البالغة 50 ألف سهم.
ومع ذلك، استحوذت شركة Renaissance Technologies، التي أسسها الملياردير جيم سيمونز، على 1.5 مليون سهم، لترتفع حيازتها إلى 7 ملايين سهم، بقيمة 867 مليون دولار بحلول نهاية يونيو، واشترت شركة Marshall Wace التي يقع مقرها في لندن نحو 3.7 مليون سهم لتقيم حيازتها عند 1.5 مليار دولار.
وبحسب صحيفة فايننشال تايمز، فقد دفع الاهتمام المحموم من جانب المستثمرين سهم إنفيديا إلى الارتفاع بنسبة 150% في النصف الأول من هذا العام، بعد أن تضاعفت أسهمها أكثر من ثلاثة أمثالها في العام الماضي، حيث أدى الطلب على بناء قدرات الذكاء الاصطناعي إلى دفع الطلبات الضخمة على أشباه الموصلات المتقدمة للشركة.
ولكن في الهزيمة التي تعرضت لها السوق في وقت سابق من هذا الشهر، فقدت العملة الرقمية نحو 400 مليار دولار من قيمتها في غضون دقائق، مع ذعر المستثمرين إزاء آفاق الاقتصاد العالمي، على الرغم من أن الانتعاش اللاحق استعاد بعضاً من قيمتها منذ أعلى مستوى لها في يونيو حزيران.
وقال كيفن جوردون كبير استراتيجيي الاستثمار في تشارلز شواب «كانت أسهم التكنولوجيا ملاذاً للمستثمرين وكان الناس يتجهون نحوها على طول الطريق»، مضيفاً أن التداول المزدحم «أدى إلى تفاقم تحركات [أسعار الأسهم] نحو الهبوط».
وقد تم الكشف عن هذه المواقف في الإيداعات التنظيمية الأميركية الفصلية التي تعطي لمحة عامة عن حيازات صناديق التحوط في نهاية يونيو حزيران، ومن غير الواضح متى وبأي سعر قامت صناديق التحوط بتداول أسهم إنفيديا، وما إذا كانت قد غيرت مواقفها بحلول وقت عمليات البيع المكثفة في أغسطس آب.
وقامت صحيفة فاينانشال تايمز بتحليل ملفات قدمتها 23 شركة استثمارية كبيرة إلى لجنة الأوراق المالية والبورصات الأميركية، وتبلغ قيمة استثماراتها في الأسهم الأميركية 1.4 تريليون دولار.
وأظهرت الملفات أن هذه الشركات باعت في المتوسط نحو 6% من استثماراتها في إنفيديا.
استحوذت شركتا Man Group وTwo Sigma بشكل جماعي على 600 ألف سهم إضافي من Nvidia بحلول نهاية شهر يونيو.
ومن بين الأعضاء الآخرين في ما يسمى بأسهم التكنولوجيا العملاقة السبعة الرائعة، أضافت الصناديق في المتوسط إلى مراكزها في أبل ومايكروسوفت بينما تخلت عن بعض حيازاتها في ألفابت وأمازون وميتا وتسلا.
وتكشف الوثائق أيضاً أن صندوقي التحوط باوبوست ومارشال وايس حصلا على أسهم بقيمة 30 مليون دولار و20 مليون دولار على التوالي في هيربالايف، شركة التسويق متعدد المستويات التي كانت موضوع رهان قصير بقيمة مليار دولار فاشل من قبل بيل أكمان من بيرشينج سكوير قبل أكثر من عقد من الزمان، ويعني البيع على المكشوف المراهنة على انخفاض سعر السهم.
وهبطت أسهم هيربالايف في السنوات الأخيرة، لتصل إلى أدنى مستوى لها في 15 عاماً خلال الربع الثاني من هذا العام، في حين انخفضت القيمة السوقية إلى نحو 800 مليون دولار، حيث تخضع الشركة لإعادة هيكلة.
وفي أماكن أخرى، قامت صناديق مثل Qube Research ببناء مراكز في روين هوود، وكانت منصة الاستثمار بالتجزئة في قلب جنون «أسهم الميم» أثناء جائحة فيروس كورونا.
وارتفعت أسهم GameStop، أحد الأسهم التي كانت في قلب الجنون، خلال الربع الثاني من هذا العام، بعد أن بدأ المستثمر كيث جيل، المعروف باسم Roaring Kitty، في النشر على منصة إكس لأول مرة منذ عام 2021 قبل الإعلان عن حصة بقيمة 260 مليون دولار في شركة بيع ألعاب الفيديو.