أبلغت أكبر الشركات الاستهلاكية في الصين، واحدة تلو الأخرى عن انخفاض في الإيرادات، مما يضعف آمال تعافي سوق الأسهم.
بدلاً من حدوث انتعاش، يتجه مؤشر “إم إس سي آي” الصيني للسلع الاستهلاكية الأساسية نحو تسجيل أكبر انخفاض في المبيعات خلال عامين على الأقل. وقادت شركات التكنولوجيا الكبرى، مثل مجموعة “علي بابا”، و”كوايشو تكنولوجي”، حالة الإحباط، بينما خفضت شركات التجزئة، بما في ذلك “لي نينغ” (Li Ning Co)، توجيهاتها بشأن نمو الإيرادات المستقبلي.
تشير نتائج موسم الأرباح الأخير إلى أن انخفاض الأسهم بنسبة 11% منذ مايو سيستمر، في ظل عدم وجود إشارات تُذكر على أن الحكومة قادرة على استعادة ثقة المستهلكين. وينتظر المستثمرون الآن نتائج شركات بارزة مثل شركة صناعة السيارات “بي واي دي”، وشركة السفر عبر الإنترنت “تريب دوت كوم” (Trip.com Group Ltd).
وقالت جوهي آن، كبيرة مسؤولي الاستثمار في شركة “ميراي أسيت غلوبال إنفستمنتس” (Mirae Asset Global Investments Co) في هونغ كونغ، إن “موسم النتائج الأخير أكد الطلب المحلي الضعيف للغاية مرة أخرى”. وذكرت أنه حتى بالنسبة لتجار التجزئة عبر الإنترنت الذين ظلت أرباحهم صامدة، فإن ذلك يرجع أساساً إلى “جهود توفير التكاليف أكثر من مفاجآت الإيرادات”.
لم يكن من المفترض أن يكون هذا هو ما حدث عندما عاد المستثمرون إلى الأسهم الصينية في الربع الثاني على أمل أن ينتعش الاقتصاد وأن تحقق الشركات أرباحاً. ومع تدهور المعنويات، ركز المشاركون في السوق على الأداء الفاتر لإيرادات الشركات أو توقعاتها بدلاً من نمو الأرباح، وهي علامة على أن الطلب الاستهلاكي أصبح مصدر قلق كبير.
انخفض سهم “تينسنت” (Tencent Holdings Ltd) بنسبة 1.4% بعد أن حققت الشركة نمواً قوياً في الأرباح، لكنها حذرت من أن ضعف الاستهلاك يؤثر على قسم التكنولوجيا المالية وقسم الخدمات السحابية العملاق. وتراجعت شركة “بايدو” بما يصل إلى 7% في هونغ كونغ بعد أن أعلنت عن إيرادات أضعف من المتوقع على الرغم من توسع الأرباح.
اللجوء للشركات المتميزة
بدلاً من ذلك، اختار المستثمرون الالتفاف حول الشركات التي تمكنت من تقديم أداء متميز، مثل “تشاومي” (Xiaomi Corp)، و”جي دي دوت كوم” (JD.com Inc)، التي ارتفعت أسهمها بأكثر من 8% فور إعلان أرباحها.
ومع ذلك، خسر موقع “جي دي دوت كوم” الكثير من مكاسبه السابقة، بعد أن باعت شركة “ولمارت” (Walmart Inc) حصتها في شركة التجارة الإلكترونية الصينية، وهي خطوة أنهت شراكة استمرت 8 سنوات.
قال كيني وين، رئيس استراتيجية الاستثمار في شركة “كي جي آي آسيا” (KGI Asia Ltd): “ما حدث في الأسبوعين الماضيين هو أنه ما لم يكن لديك زيادة حادة في الإيرادات أو توقعات متفائلة للمبيعات، فإن المستثمرين سيبيعون (الأسهم) بعد النتائج، متجاهلين زيادة الأرباح”. كان المستثمرون قلقين، وسيبقون على الهامش نظراً لضعف الزخم، حتى تُظهر بعض البيانات الكلية علامات التعافي.
أظهرت بيانات “بلومبرغ” أن المحللين خفضوا توقعاتهم للإيرادات لشركتي “علي بابا”، و”تينسينت” للربع الثالث. ومن المتوقع أن تختبر المزيد من الشركات المستثمرين الأسبوع المقبل مع صدور تقارير أرباح جديدة، بما في ذلك تلك الصادرة عن شركتي “بي واي دي”، و”تريب دوت كوم”.
لكن التشاؤم لا يشمل الجميع. إذ قالت جيان شي كورتيزي، مديرة محفظة في شركة “غام إنفستمنت مانجنمنت” (Gam Investment Management): “لاحظنا أن شركات الإنترنت مثل (تينسينت، وعلي بابا) تبذل جهوداً لزيادة استثمارها، مما قد يساعد على نمو الإيرادات في الفصول القادمة”.
وأضافت: “تقوم الشركات أيضاً بزيادة توزيعات الأرباح وإعادة شراء الأسهم لتحسين عوائد المساهمين. نعتقد أن التقييمات المنخفضة الحالية قد أخذت في الاعتبار ضعف الاستهلاك”.