يشتهر الملياردير الأميركي بيل غيتس بتأسيسه شركة التكنولوجيا العملاقة مايكروسوفت وكذلك جهوده الخيرية عبر منظمة بيل وميلندا غيتس، لكنه أيضاً أحد أبرز المستثمرين في سوق الأسهم في العالم، وقد نجح في كسب الكثير من المال عبر اختياراته الذكية.
بعد أن تولى رئاسة شركة التكنولوجيا التي أسسها لأكثر من 25 عاماً تنحى الرئيس التنفيذي السابق عن منصبه للتركيز على أعماله الخيرية، وتقدر ثروة غيتس بنحو 132.6 مليار دولار بحسب مجلة فوربس، ما يجعله تاسع أغنى شخص في العالم.
ومع ذلك، تعهد الملياردير الأميركي بأن «الغالبية العظمى من ثروتي ستذهب لمساعدة أكبر عدد ممكن من الناس».
الوسيلة التي يستخدمها لدعم هذا الهدف هي مؤسسة بيل و ميلندا غيتس، وبينما تستمر المؤسسة في امتلاك حصص في أكثر من عشرين شركة، فإن 83 في المئة من محفظتها الاستثمارية البالغة 48 مليار دولار تتكون من أربعة أسهم فقط.
مايكروسوفت.. رهان غيتس الأكبر
من بين جميع الشركات تأتي مايكروسوفت في المرتبة الأولى لاستثمارات غيتس في سوق الأسهم ولا عجب في ذلك فقد أسس الشركة بنفسه، وتمتلك مؤسسة بيل وميلندا غيتس نحو 35 مليون سهم بشركة التكنولوجيا العملاقة التي تقدر قيمتها بنحو 14.7 مليار دولار.
وقد توسعت منتجات مايكروسوفت بشكل كبير خلال السنوات الأخيرة فلم تعد تعتمد على متصفحها وبرامج نظام التشغيل، بل أصبحت مايكروسوفت أزور أسرع مزود للبنية التحتية السحابية نمواً، ولقد ارتفعت بنسبة 29 في المئة على أساس سنوي في الربع الأخير متجاوزة الخدمات المنافسة المقدمة من أمازون وألفابت.
ومع ذلك كانت الخطوة المبكرة من مايكروسوفت نحو الذكاء الاصطناعي التوليدي هي التي جعلت المستثمرين أكثر حماساً، ويمكن أن تولد خدمات الذكاء الاصطناعي من مايكروسوفت إيرادات إضافية تبلغ 143 مليار دولار بحلول عام 2027، وفقاً للمحللين لدى شركة إيفيركور للاستشارات المالية.
بيركشاير هاثاواي
تحتفظ مؤسسة غيتس حالياً بنحو 25 مليون سهم من الفئة بي في شركة بيركشاير هاثاواي للمستثمر الأميركي وارن بافيت، تقدر قيمة هذه الأسهم بنحو 11 مليار دولار وتمثل 21 في المئة من المحفظة الاستثمارية لمؤسسة بيل وميلندا غيتس.
ونظراً لمحفظة بيركشاير من الشركات المربحة وحيازات الأسهم الناجحة، فليس من المستغرب أن تستمر المؤسسة في الاحتفاظ بالكثير من الأسهم في متناول اليد.
وتوفر المحفظة تنويعاً مدمجاً ومن المتوقع أن تجني مليارات الدولارات من دخل الأرباح على مدار العام المقبل.
وعلاوة على ذلك قلصت بيركشاير للتو حيازاتها من الأسهم وعززت كومة النقد لديها إلى أعلى مستوى قياسي، وهي تحتفظ الآن بنحو 277 مليار دولار نقداً.
ويست مانجمينت
يفضل بيل غيتس في استثماراته بالأسهم الشركات التي توصف بالمملة ذات الإيرادات المتكررة القوية، لذا فلا عجب أن تحتل شركة ويست مانجمينت لإدارة النفايات المرتبة الثالثة بين أكبر استثماراته في سوق الأسهم، وتمتلك مؤسسة بيل وميلندا غيتس حصة تزيد على 35 مليون سهم في الشركة، تقدر قيمة هذه الأسهم بنحو 7.3 مليار دولار وتمثل 16 في المئة من استثمارات المؤسسة في الأسهم.
ولا تقتصر أعمال شركة ويست مانجمينت على جمع القمامة فحسب، بل تمتلك عدداً من محطات الاستصلاح التي تستعيد الزجاج والورق والمعادن والبلاستيك وتعيد توجيهها لإعادة التدوير، كما تدير الشركة عدداً من مكبات النفايات حيث تجمع غازات مكبات النفايات لتوليد الكهرباء وتشغيل المركبات.
في الربع الثاني نمت الإيرادات بنسبة 5.5 في المئة على أساس سنوي، في حين زادت أرباحها التشغيلية المعدلة قبل الفوائد والضرائب والإهلاك والاستهلاك بنسبة 10 في المئة.
السكك الحديدية الوطنية الكندية
يتشارك غيتس وبافيت إيماناً بالسكك الحديدية، ويمتلك غيتس نحو 55 مليون سهم في الشركة تقدر قيمتها بنحو 6.2 مليار دولار، وتمثل نحو 13 في المئة من استثمارات مؤسسة بيل وميلندا غيتس في سوق الأسهم.
ما يميز السكك الحديدية الوطنية الكندية هو أنها السكك الحديدية العابرة للقارات الوحيدة في أميركا الشمالية التي تربط بين ساحل المحيط الأطلسي وساحل المحيط الهادئ وخليج المكسيك.
تتمتع السكك الحديدية الوطنية الكندية بسجل حافل من مدفوعات الأرباح، مع زيادات متتالية كل عام منذ إنشائها في عام 1996 وعائد حالي بنسبة 2.1 في المئة بالإضافة إلى وجود الكثير من الفرص لزيادات مستقبلية.