تباطؤ نمو النشاط التجاري في أميركا مع تسارع ارتفاع الأسعار

توسع النشاط التجاري في الولايات المتحدة بوتيرة أبطأ قليلاً في أوائل سبتمبر، بينما تدهورت التوقعات وارتفع مؤشر الأسعار المحصّلة إلى أعلى مستوى له في ستة أشهر.

انخفض المؤشر الفوري المركب للإنتاج “إس آند بي غلوبال” بمقدار 0.2 نقطة إلى 54.4 نقطة، حيث انكمش قطاع التصنيع للشهر الثالث، بينما توسعت خدمات مقدمي الخدمات بوتيرة أبطأ قليلاً. تشير الأرقام التي تزيد عن 50 إلى التوسع.

تباطأ نمو المؤشر المركب للطلبات، وانكمش التوظيف للشهر الثاني. وانخفض مؤشر الإنتاج الآجل ضمن الاستطلاع إلى أدنى مستوى له في ما يقرب من عامين وسط مخاوف متزايدة بشأن توقعات الطلب وعدم اليقين المرتبط بالانتخابات الرئاسية في نوفمبر.

ارتفع المؤشر المركب للأسعار المحصّلة إلى 54.7 نقطة، في حين قفز مؤشر أسعار المدخلات التي تشمل المواد والأجور إلى أعلى مستوى له في عام.

تراجع ضغوط التضخم

تأتي هذه الأرقام، التي أُعلنت اليوم الاثنين، بعد قرار مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأسبوع الماضي بخفض أسعار الفائدة بمقدار نصف نقطة مئوية. وأعرب المسؤولون عن ثقة أكبر بأن الضغوط التضخمية تتراجع.

قال كريس ويليامسون، كبير الاقتصاديين في “إس آند بي غلوبال ماركت إنتليجنس” (S&P Global Market Intelligence)، في بيان: “تشير مؤشرات الاستطلاع الأولية لشهر سبتمبر إلى اقتصاد يواصل النمو بوتيرة قوية، وإن كانت في ظل ضعف قطاع التصنيع، وتزايد حالة عدم اليقين السياسي التي تشكل عوائق كبيرة”.

أضاف ويليامسون: “في الوقت نفسه، تشير البيانات إلى تسارع التضخم مجدداً، مما يلفت إلى أن الاحتياطي الفيدرالي لا يمكنه التحول تماماً عن تركيزه على هدف التضخم”.

ارتفعت أسعار المدخلات لمقدمي الخدمات بأسرع معدل لها في عام، حيث أشارت الشركات إلى الحاجة لزيادة أجور العاملين.

أكبر انكماش في طلبات التصنيع

انخفض مؤشر التصنيع في “إس آند بي غلوبال” هذا الشهر إلى أدنى مستوى له منذ يونيو 2023. وأظهرت بيانات الطلبات أكبر انكماش شهري منذ نهاية 2022. ونتيجة لذلك، انكمش التوظيف في المصانع بأسرع وتيرة له في أكثر من أربع سنوات. وفقاً للاستطلاع، أشار عدد متزايد من المنتجين إلى الحاجة إلى تباطؤ العمليات بسبب ضعف المبيعات.

مؤشر النشاط التجاري الجديد في قطاع الخدمات لم يتغير كثيراً مقارنة بالشهر السابق. بينما انخفض مؤشر النشاط المستقبلي إلى أدنى مستوى له في عامين، حيث تراجع بحوالي 10 نقاط منذ بداية العام.

وفي الوقت نفسه، شهد أكبر اقتصادين في منطقة اليورو تراجعاً في النشاط التجاري في القطاع الخاص خلال سبتمبر. أظهرت بيانات مؤشر “إس آند بي غلوبال” أن أزمة التصنيع في ألمانيا تفاقمت، في حين عانت فرنسا من تراجع حاد في نشاط الخدمات، مما أدى إلى تلاشي الزيادة القوية غير المتوقعة التي حققتها أولمبياد باريس خلال الصيف.