واصلت الأسهم الآسيوية مكاسبها مع تزايد الرغبة في المخاطرة بالأسواق المالية بعدما تلقت دعماً إضافياً من أحدث إجراءات التحفيز التي اتخذتها الصين، والزخم المتفائل في الولايات المتحدة.
تقدمت الأسهم في أستراليا وهونغ كونغ، في حين يتجه مؤشر “سي إس آي 300” (CSI 300) القياسي في الصين لتحقيق أكبر مكسب أسبوعي له منذ عام 2008 بعد تعهد المسؤولين بزيادة الدعم المالي وتحقيق الاستقرار في قطاع العقارات لإنعاش النمو. وجاء المزيد من الاتجاه الصعودي من خلال البيانات الاقتصادية الأميركية خلال فترة الليل، بينما اقترب مؤشر “نيكاي” الياباني من محو جميع الخسائر منذ رفع بنك اليابان سعر الفائدة في يوليو.
كان التحفيز القادم من أكبر اقتصادين في العالم حافزاً للأسواق هذا الأسبوع، حيث خفضت الصين حجم الاحتياطي النقدي الذي يجب على البنوك الاحتفاظ به اليوم الجمعة، قبل انطلاق فترة العطلة التي تستمر أسبوعاً. ومن المقرر صدور مؤشر التضخم المفضل لدى بنك الاحتياطي الفيدرالي، ولمحة سريعة عن طلب المستهلكين في وقت لاحق من اليوم، وهي بيانات ستوفر إشارات إضافية بشأن مسار أسعار الفائدة الأميركية.
كتب إلياس حداد، الخبير الاستراتيجي في “براون براذرز هاريمان”، في مذكرة: “إجراءات تحفيز أكبر من الصين وتسعير السوق لدورة تيسير قوية من بنك الاحتياطي الفيدرالي، مع قوة الاقتصاد الأميركي، كلها أمور إيجابية بالنسبة للأصول الخطرة”. وأضاف: “هذه الخلفية المشجعة للمخاطرة تمثل ضغطاً على الدولار في الغالب مقابل العملات الحساسة للنمو”.
ارتفع الدولار يوم الجمعة، في حين استقرت عوائد سندات الخزانة الأميركية لأجل 10 سنوات. وتراجع الين قبل انتخابات القيادة في اليابان، ويُعتبر أحد المرشحين الرئيسيين ليحل محل رئيس الوزراء فوميو كيشيدا معارضاً لرفع أسعار الفائدة. ومما زاد من الصورة الحذرة تراجع تضخم أسعار المستهلكين في طوكيو هذا الشهر بعد أن أعاد “كيشيدا” دعم الطاقة لمساعدة الأسر على التعامل مع أحد أكثر فصول الصيف حرارة على الإطلاق.
التحفيز الصيني
أطلق بنك الشعب الصيني العنان لواحدة من أكثر حملات السياسة جرأة في البلاد منذ عقود يوم الثلاثاء الماضي، حيث طرحت بكين حزمة تحفيز قوية في محاولة لدعم الاقتصاد المتباطئ وثقة المستثمرين.
ارتفعت أسهم شركة “نيو وورلد ديفليبومنت” (New World Development) بما يصل إلى 17% في هونغ كونغ اليوم، وهو أكبر ارتفاع منذ مايو 2009، حيث استأنف السهم التداول بعد تعليقه عندما أعلنت الشركة المثقلة بالديون أن رئيسها التنفيذي سيتنحى عن منصبه.
أما بالنسبة للولايات المتحدة، فقد أظهرت البيانات المنقحة أن الاقتصاد الأميركي في وضع أفضل مما كان متوقعاً في البداية، مدفوعاً في الأساس بنمو أكبر يقوده المستهلك، ومعززاً الدخول القوية للأفراد. وأكد انخفاض طلبات إعانة البطالة في الولايات المتحدة على مرونة سوق العمل، لكن المستثمرين الذين استمعوا إلى تعليقات رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول يوم الخميس لم يحصلوا على أي تفاصيل حول التوقعات الاقتصادية أو مسار السياسة النقدية.
تراجعت العقود المستقبلية للمؤشرات الأميركية، في وقت مبكر من اليوم، بعد أن ارتفع مؤشر “إس آند بي 500” إلى مستوى الإغلاق الثاني والأربعين لهذا العام.
كما ارتفعت مؤشرات الأسهم الأميركية أمس الخميس من قبل شركة “ميكرون تكنولوجي” (Micron Technology Inc)، التي أعطت توقعات قوية مدعومة بالطلب على الذكاء الاصطناعي. من ناحية أخرى، أدت الأخبار المتعلقة بالتحقيق الذي أجرته وزارة العدل الأميركية حول شركة “سوبر مايكرو كومبيوتر” (Super Micro Computer Inc) -وهي أيضا مستفيدة من طفرة الذكاء الاصطناعي- إلى انخفاض أسهمها.
وفي سوق السلع، انخفض النفط بشكل أكبر، بعد تقارير بشأن التزام السعودية بزيادة الإنتاج في ديسمبر، في حين عينت ليبيا محافظاً جديداً لبنكها المركزي، مما فتح الطريق أمام إعادة بعض إنتاج النفط الخام. وارتفع سعر النحاس مجدداً إلى ما فوق 10 آلاف دولار للطن، وتجاوز سعر خام الحديد مستوى 100 دولار، بينما سجل الذهب مستوى قياسياً آخر أمس الخميس.